الركن السابع: إثبات أصول الشرائع
اعلم أن أصول الشرائع هي: الكتاب، والسنة، والإجماع والقياس.
أما الكتاب: فيدل على صحته أنه كلام من لا يجوز عليه الكذب، ولا التلبيس، ولا التعمية، ولا الأمر بالقبيح، ولا النهي عن الحسن ؛ لما ثبت من عدله وحكمته، وقد قال تعالى فيه: {تبيانا لكل شئ} ووصفه بأنه هذا.
وأما السنة: فيدل على صحتها أنها مأخوذة عن نبي صادق، لا يجوز عليه القبيح في أداء الشرائع ؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون تعالى قد صدق الكاذب، وقد قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
وهي ضربان: متواتر يجب العمل به والتصديق له قطعا.
وآحاد يجب العمل به في الاجتهادات دون القطعيات، لإجماع الصحابة على العمل به وإجماعهم حجة.
وأما الإجماع: فدليل صحته قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} ولا يستشهد إلا العدول.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجتمع أمتي على ضلالة).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالسواد الأعظم) يعني الإجماع.
وأما إجماع العترة وحدهم
فيدل على صحته قوله تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} إلى قوله: {شهداء على الناس} (5) ولا يستشهد إلا العدول.
Page 237