الركن السادس: إثبات كلامه تعالى وهو القرآن وفيه معرفتان:

إحداهما: أنه كلام الله تعالى.

والثانية: أنه محدث مخلوق غير قديم ولا مكذوب.

أما المعرفة الأولى: وهو أنه كلام الله تعالى فبيانه:

أن المعلوم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدين بذلك، ويخبر به، وهو لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق، وقد قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} (1)وقال تعالى: {إنا سمعنا قرآنا عجبا)}(2)وهذا المتلو هو المسموع، فهو القرآن.

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة فيقال: أنتم وعاة كلام الله، آخذكم بما آخذ به الأنبياء إلا الوحي)(3) فدل على أن المتلو كلام الله ؛ لأنه الذي يحمل، والذي يعيه الإنسان دون صفات الله تعالى.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (من استمع إلى آية من كتاب الله كتب له حسنة مضاعفة، ومن تلا آية من كتاب الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة)(4).

Page 235