الفرع الرابع: أنه تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون.
وبيانه: أن ذلك قبيح وهو لا يفعل القبيح.
وعلى هذا قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}(1)وقال: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}(2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حديث عن الله، وصف فيه كثرة إنعامه على عبيده وعدله فيهم ثم قال: (لم أدع تحذيرك ولم آخذك عند غرتك، ولم أكلفك فوق طاقتك، ولم أحملك من الأمانة إلا ما أقررت به على نفسك، ورضيت منك لنفسي بما رضيت به لنفسك مني).
وعن علي عليه السلام في خطبته الغراء بعد ذكر الخلق، وبيان التوحيد قال عليه السلام:( ثم أمر بتربيته إلى كمال تقويته، وأسبغ عليه النعم، ووضع عنه القلم، إلى عند حال البلوغ فلم يكلفه ما لا يطيق، أنظره بالأمر، ومد له في العمر، ثم كلفه دون الجهد، ووضع عنه مادون العمد، وقد أطلقه للفكر، وحثه على النظر، بعد وصفه له الأدلة، وإزاحته له كل علة).
Page 227