Irrigation of the Thirsty: Biographies of the Men of Sunan al-Darimi
إرواء الظمي بتراجم رجال سنن الدارمي
Publisher
دار العاصمة للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Publisher Location
الرياض - المملكة العربية السعودية
Genres
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد فِي "العِلَلِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال": "سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيم الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَفَّان؟ فَقَالَ: "مَا أَعْلَمُ إِلا خَيْرًا أَحَادِيْثُهُ أَحَادِيْث مُقَارِبَة".
وَقَالَ صَالِح بْنُ أَحْمَد: "قَالَ أَبِي: عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ إِبْرَاهِيْم كَانَ قَاصًّا مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَة، كَانَ عِنْدَهُ كُرَّاسَة فِيْهَا للعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، وَلَيْسَ بِهِ بَأْس".
= الثَّانِي: قَالَ ابْنُ القَطَّان فِي "بَيَانِ الوَهْم وَالإِيْهَام" (٥/ ٣٧٧): وَإِذَا وَجَدْتَ فِيْهِ -يَعْنِي: عَبْدَ الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم هَذَا- عَنِ ابْنِ مَعِيْن أَنَّهُ قَالَ: "لَيْسَ بِشَيءٍ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: قَلِيْل الرِّوَايَاتِ، وَقَدْ يُفَسِّرُ ذَلِكَ فِي رِجَالِ هَكَذَا، وَإِلا فَهَذَا تَوْثِيْقُهُ إِيَّاهُ نَقَلَهُ عَنْهُ الدُّوْرِىِ.
وَقَدْ وَافَقَ ابْنَ القَطَّان عَلَى هَذِهِ الفَائِدَة النَّفِيْسَة خَاتِمَة الحُفَّاظ ابْنُ حَجَر فَقَالَ فِي "التَهْذِيْب" (٨/ ٤١٩/ تَرْجَمَة كَثِيْر بْنِ شِنْظِيِر): "قَوْلُ ابْنِ مَعِيْن فِيْهِ: "لَيْسَ بِشَيءٍ". هَذَا يَقُولهُ ابْنُ مَعِيْن إِذَا ذُكِرَ لَهُ الشَّيْخ مِنَ الرُّوَاةِ يَقِلُّ حَدِيْثُهُ، ورُبَّمَا قَالَ فِيْهِ: "لَيْسَ بِشَيءٍ؟ ". يَعْنِي: لَمْ يُسْنِدْ مِنَ الحَدِيْثِ مَا يَشْتَغِلُ بِهِ". اهـ.
قُلْتُ: فَتَأَمَّلْ قَوْلَيْهِمَا: "قَدْ يُفَسَّرُ ذَلِكَ عَنْهُ"، وَقَوْلُ الآخِر: "رُبَّمَا قَالَ فِيْهِ". فَفِيْهِ رَدٌ عَلَى مَنْ أَطْلَقَ القَوْلَ بِأَنَّ ابْنَ مَعِيْن إِذَا قَالَ ذَلِكَ فِي الرَّاوِي إِنَّمَا يَعْنِي: قِلَّةَ الحَدِيْث، وَالله المُوَفِّق.
الثَّالِثُ: يُحْمَلُ تَضْعِيْفُهُ إِيَّاهُ بَخُصُوْصِ حَدِيْث بِعَيْنِهِ.
الرَّابعُ: قَالَ د. أَحْمَد مُحَمَّد نُوْر سَيْف -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي تَحْقِيْقِهِ "تَارَيْخَ ابْنِ مَعِيْن" (٣/ ٢٠٠): وَصَنِيْعُ يَحْيَى يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمَا اثْنَان: أَحَدُهُمَا: المَدَنِي الَّذِي نَزَلَ كَرْمَان، وَهُوَ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْ مُحَمَّد بْنِ المُنْكَدِر. وَالآخَر: كَرْمَانِي وَلَيْس بِشَيءٍ وَلَعَلَّهُ هُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنِ العِلاء أَحَادِيْث مَنَاكِيْر، وَالله أَعْلَم.
قُلْتُ: لَكِنْ يَرِدُ عَلَى هَذَا الرَّأْي مَا جَاء فِي رِوَايَةِ المُفَضَّل بْنِ غَسَّان، وَالله أَعْلَم.
تَنْبِيهٌ: أَفْرَدَ كُلّ مِنَ المَدَنِي، وَالكَرْمَانِي بِتَرْجَمَةٍ مُسْتَقِلَّة ابْنُ الجَوْزِي فِي "الضُّعَفَاء"، وَالذَّهَبِي فِي "المُغْنِي"، وَ"الدِّيْوَان". قَالَ العَلامَة الأَلْبَانِي فِي "الإِرْوَاء" (٤/ ٩٦): فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا -يَعْنِي: الذَّهَبِي- وَلا وَجْهَ لَهُ فِيْمَا نَرَى.
1 / 305