156

Iʿrāb al-qirāʾāt al-sabʿ wa-ʿilalihā ṭ. al-ʿIlmiyya

إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

لِأَنَّهُمَا أَشْبَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ وَالْوَجْهَانِ مُخْتَارَانِ.
وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُودٌ فِي النَّشْرِ لِغَيْرِ هَذَا بِسَيْرٍ وَغَيْرِهِ.
- وَقَوْلُهُ: ﴿مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
رَوَى حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ «مَتَاعَ» بِالنَّصْبِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى ضَرْبَيْنِ:
أَنْ تَجْعَلَهُ خَبْرَ: «إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعُ».
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَتِمَّ الْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ ثُمَّ تَبْتَدِئُ:
﴿مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. عَلَى تَقْدِيرِ: هُوَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ﴾ ثُمَّ قَالَ: ﴿النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ﴾ أَيْ: هِيَ النَّارُ، وَمَتَاعٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَمِثْلُهُ الْأَثَاثُ، وَالْمَتَاعُ فِي اللُّغَةِ: كُلُّ مَا الْتُذَّ بِهِ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَرَحَلْتَ مِنْ سَلْمَى بِغَيْرِ مَتَاعِ ... قَبْلَ الْفِرَاقِ وَرُعْتَهَا بِوَدَاعِ
قَالَ: مَعْنَى «بِغَيْرِ مَتَاعٍ» هُنَا: قُبْلَةٌ كَانَتْ وَعَبْرَتُهُ، وَيُقَالُ: مَتَاعٌ وَأَمْتِعَهٌ وَأَثَاثٌ وَأَثَثَةٌ، وَقِيلَ: أَثَاثٌ وَأَثَثٌ، وَقِيلَ: أَثَاثَةٌ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ: أُثَاثٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: أُثَاثٌ وَأُثُثٌ وَآثَاثٌ وَآثَّةٌ، وَمِتَاعٌ وَأَمْتِعَةٌ وامِّتَاعٌ وَمُتُعٌ وَحُجَّةُ حَفْصٍ فِي نَصْبِ «مَتَاعٍ» أَنَّهُ جَعَلَهُ حَالًا وَقَطْعًا.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا﴾.
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ «قِطَعًا» بِإِسْكَانِ الطَّاءِ مِثْلَ قَوْلِهِ: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ﴾ وَمَعْنَاهُ بِسَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ تَقُولُ الْعَرَبُ: مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَطَبِيقٌ من الليل، ووهل مِنَ اللَّيْلِ، وَقِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: قِطَعًا فَأَسْكَنَ كَمَا تَقُولُ:
نِطْعٌ، وَالْأَصْلُ نِطَعٌ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: «قِطَعًا» جَمْعُ قِطْعَةٍ مِثْلَ كِسْرَةٍ وَكِسَرٍ وَكِسْفَةٍ وَكِسَفٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ ﵁: «بِقُطُعٍ مِنَ اللَّيْلِ» جَمْعُهُ أْقَطَاعٌ، وَقَالَ الْخَلِيلُ ﵁: الْقِطْعُ طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنْشَدَ:
افْتَحِي الْبَابَ فَانْظُرِي فِي النُّجُومِ ... كَمْ عَلَيْنَا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بهيم
- وقوله تعالى: ﴿هنالك تبلوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ﴾.
قَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ بالتاء، «تتلو» من التلاوة.

1 / 158