104

Iqtidab

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

Investigator

الأستاذ مصطفى السقا - الدكتور حامد عبد المجيد

Publisher

مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة

Genres

ولما كان الله يخبر عن نفسه بإخبار الجماعة فيقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ و﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ خاطبه الكافر مخاطبة الجماعة فقال: ﴿رَبِّ ارْجِعُون﴾، ولم يقل رب ارجعن.
وقوله (وقال أبرواز لكاتبه في تنزيل الكلام): أي في ترتيبه، ووضع كل شيء منه في منزلته التي تليق به. ويقال: أبرواز وأبرويز بفتح الواو، وأبرويز بكسرها. ويقال: إن إبرويز هذا، هو كسرى الأخير. وهو الذي قال فيه ﷺ: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده. وهو الذي كتب إليه النبي ﷺ يدعوه إلى الإسلام. فلما ورد ليه كتابة غضب ومزق الكتاب، فقال ﷺ: اللهم مزق ملكه كل ممزق.
ثم كتب كسرى إلى فيروز، اذهب إلى (مكة) فجئني بهذا العبد الذي دعاني إلى غير ديني، وقدم اسمه في الخطاب على اسمي. فجاء فيروز إلى رسول الله ﷺ فقال: إن ربي أمرني أن أحملك إليه. فقال رسول الله ﷺ: إن ربي قد أخبرني أنه قتل ربك البارحة. فأقم حتى تعلم. فإن كان ما قلت حقًا، وإلا كنت من وراء أمرك. ففزع فيروز، وهاب أن يقدم عليه. ثم وردت الأخبار من كل ناحية بأن كسرى قد ثار عليه ابنه شيرويه، فقتله تلك الليلة بعينها، فأسلم فيروز، وحسن إسلامه.
وقوله (فهذه دعائم المقالات): أي أصولها التي تعتمد عليها.

1 / 129