215
لوقوعه في الخط بألف بأنه على لغة أهل التحقيق، أو على مراعاة قراءة من قرأ "النشاءَة، وشطَأه" ويمكن أن يكونوا كتبوا: ﴿النَّشْأَةَ﴾، و﴿شَطْأَهُ﴾ بألف، و﴿مَوْئِلًا﴾ بالياء رعاية لحال تخفيفها بالبدل، وبالوجهين يأخذ أبي ﵁ في هذه الكلم الثلاث، أعني: وجه القياس والبدل١.
والرابع: ﴿مَوْئِلًا﴾ بين بين، ذكره أبو عمرو عن أبي العباس بن واصل عن خلف، والقول فيه كالقول في ﴿الْمَوْؤُودَةُ﴾ فيمن أخذ فيه بهذا الوجه، وقد ذكرته.
الخامس: ذكر الأهوازي أنه رأى من يجيز ﴿مَوْيِلًا﴾ بياء مكسورة من غير همز، وذكره أيضا مكي وأبو عمرو، ورجحه أبو عمرو على الوجه الذي قبله، قال: لأنه أوفق للرسم، وأوجه للشذوذ، ولم يبين واحد من الثلاثة وجهه.
قال لي أبي ﵁: الذي يتجه في "هُزُؤًا" و﴿مَوْئِلًا﴾ وما كان مثله أن من العرب من يخفف الهمزة البدل أبدا، ولا يلتفت إلى غيره من بين بين، والحذف، فيقول في "قرأ": قرا، وفي "قرأت": قرات، وفي "يقرأ": يقرا، ولا يدخلها في باب المد واللين إلا في مقدار البدل دون سائر التصريف، فإذا التزم البدل فقياسه أن يطرده فيقول في "هزْوًا": هزْوًا وفي ﴿مَوْئِلًا﴾: مويلا، ويكون قياس من قال: "الكماة، والمراة" عند هؤلاء أنه خفف بالبدل، وحرك لالتقاء الساكنين.
ومن ذلك: ﴿رَؤُوفٌ﴾ أخبرني أبو محمد بن عتاب، عن أبي محمد مكي، عن أبي الطيب، عن أبي سهل أنه حكى في ﴿رَؤُوفٌ﴾ أن حمزة يقف عليه بسكون الواو.
قال أبو محمد: "وتقدير سكون الواو في هذا أنه سهلها على البدل، فأبدل منها واوا مضمومة، ثم حذف الضمة استثقالا، فبقيت "رَوْف" مثل "طَوْف".
قال أبو جعفر: ويكون هذا أيضا على حذف الهمزة٢.

١ قال ابن الجزري ﴿مَوْئِلًا﴾ أجمع المصاحف على تصوير الهمزة فيه ياء من أجل مناسبة رءوس الآي قبل وبعد ومحافظة على لفظها "النشر": باب الوقف على الهمز.
٢ قوله: "على حذف الهمزة": تصبح الكلمة "رف" لأنه يقرأ بحذف الواو أصلا فحذف الهمزة، أو إبدالها واوا على الرسم لا يصح أي منهما، بل فيها التسهيل بين بين.

1 / 218