Iqbal Acmal
الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) - الجزء1
Genres
من الأمور عظيما، واخطأت خطأ جسيما، واسأت الى نفسي حديثا وقديما، وكنت في معاصيك ساهيا لاهيا، وعن طاعتك نواما ناسيا، فقد طال عن ذكرك سهوي، وقد اسرعت الى ما كرهت بجميع جوارحي.
الهي قد انعمت علي فلم اشكر، وبصرتني فلم ابصر، واريتني العبر فلم اعتبر، واقلتني العثرات فلم اقصر، وسترت مني العورات فلم استتر، وابتليتني فلم اصبر، وعصمتني فلم اعتصم، ودعوتني إلى النجاة فلم اجب، وحذرتني المهالك فلم احذر.
الهي الهي خلقتني سميعا، فطال لما كرهت سماعي، وانطقتني فكثر في معاصيك منطقي، وبصرتني فعمى عن الرشد بصري، وجعلتني سميعا بصيرا، فكثر فيما يرديني (1) سمعي وبصري، وجعلتني قبوضا بسوطا، فدام فيما نهيتني عنه قبضي وبسطي، وجعلتني ساعيا متقلبا، فطال فيما يرديني سعيي وتقلبي، وغلبت علي شهواتي، وعصيتك بجميع جوارحي.
فقد اشتدت اليك فاقتي، وعظمت اليك حاجتي، واشتد اليك فقري، فبأي وجه اشكو اليك امري، وبأي لسان اسألك حوائجي، وبأي يد ارفع اليك رغبتي، وبأية نفس انزل اليك فاقتي، وبأي عمل أبث اليك حزني وفقري، أبوجهي الذي قل حياؤه منك يا سيدي، ام بقلبي الذي قل اكتراثه (2) منك يا مولاي، ام بلساني الناطق كثيرا بما كرهت يا رب، ام ببدني الساكن فيه حب معاصيك يا الهي، ام بعملي المخالف لمحبتك يا خالقي، ام بنفسي التاركة لطاعتك يا رازقي.
فانا الهالك ان لم ترحمني، وانا الهالك ان كنت غضبت علي، ويا ويلي والعول علي من ذنوبي وخطيئتي وإسرافي على نفسي، فبمن استغيث فيغيثني ان لم تغثني يا سيدي، والى من اشكو فيرحمني ان كنت
Page 89