Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
Publisher
دار التوحيد
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
Genres
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
قال: (رواه البخاري. ولمسلم عن جابر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار») (١) تقدم قريبا أن قوله: «لا يشرك به شيئا» فيه نوعان من العموم: عموم في أنواع الشرك ويدل عليه وقوع النكرة في سياق النفي؛ لأن لفظة: " يشرك " نكرة، وعموم - أيضا - في المتوجه إليهم وهو المُشْرَك بهم كما يدل عليه قوله (شيئا) لأنه - أيضا - نكرة في سياق النفي.
فمعنى قوله: «من لقي الله لا يشرك»: نفي لجميع أنواع الشرك.
فمعنى قوله: " به شيئا " أي: لم يتوجه بالعبادة لأي أحد، لا لملك، ولا لنبي، ولا لصالح، ولا لجني، ولا لطالح، ولا لحجر، ولا لشجر، ولا غير ذلك.
قوله: «دخل الجنة»: يعني أن الله - جل وعلا - وعده بدخول الجنة برحمته سبحانه وتفضله، وبوعده الصادق الذي لا يُخلَف.
قوله: «ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار»: أي: أن كل مشرك متوعَّدٌ بالنار، ووجه الدلالة مستقيم مع استدلال الشيخ بالآية؛ لأن من لقي الله وهو على شيء من الشرك الأكبر، أو الأصغر، أو الخفي: فإنه سينال العقوبة والعذاب في النار والعياذ بالله.
قوله: «ومن لقيه يشرك به شيئا»: فيه عموم أيضا كما ذكرنا؛ لأن (من) هنا شرطية، و(يشرك) نكرة، فتكون عامة لأنواع الشرك، و(شيئا) عامة في المتوجَّه إليهم.
(١) تقدم.
1 / 56