178

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Publisher

دار التوحيد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] ويدخل في ذلك الاستعاذة، والاستغاثة التي هي: طلب الغوث، وكذلك دعاء العبادة بأنواعه: كالصلاة، والزكاة، والتسبيح، والتهليل، والسجود، وتلاوة القرآن، والذبح، والنذر، وكذلك: أعمال القلوب، كالتوكل، والمحبة التي هي عبادة والرجاء الذي هو عبادة وخوف السر. فهذه العبادات كلها لا تصلح إلا لله. وهي من أنواع دعاء العبادة. فهذه الآية دلت على النهي عن أن يتوجه أحد إلى غير الله - جل وعلا - بدعاء مسألة، أو بدعاء عبادة وقد نُهي النبي ﷺ عن ذلك أعظم النهي، ووجه إليه الخطاب بذلك، مع أنه إمام المتقين، وإمام الموحدين. وقوله: ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٠٦] يعني: مع الله، أو: من دون الله استقلالا. وقوله: ﴿مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾ [يونس: ١٠٦] يعني: الذي لا ينفعك ولا يضرك، و(ما) تشمل العقلاء، فالعقلاء: كالملائكة، والأنبياء، والرسل، والصالحين. وغير العقلاء: كالأصنام، والأحجار، والأشجار، هذا من جهة الدلالة اللغوية لـ (ما) . وقوله تعالى لنبيه: ﴿فَإِنْ فَعَلْتَ﴾ [يونس: ١٠٦] يعني: إن دعوت من دون الله أحدا؛ وذلك الأحد موصوف بأنه: لا ينفعك، ولا يضرك ﴿فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٦] وهذا إذا كان في حق النبي ﵊ الذي كمل الله له التوحيد أنه إذا حصل منه الشرك: فإنه يصبح ظالما، ويصبح مشركا وحاشاه ﵊ من ذلك: فهو تخويف عظيم لمن هو دونه ممن لم يُعصم، ولم يُعط العصمة من ذلك، من باب أولى.

1 / 182