وبذلك أرسل (١) الله جميع الرسل. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (٢) . وقال تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ (٣) .
وكل رسول أول ما يقرع به أسماع قومه أن يقول: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ (٤) قال مالك وغير واحد من المفسرين: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت (٥)، وقال عمر بن الخطاب وابن عباس ﵃: الطاغوت الشيطان (٦) .
قال ابن كثير: وهو قول قوي جدا، فإنه يتناول كل (٧) ما كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان والتحاكم إليها والاستنصار بها (٨) . ذكره على قوله: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ﴾ (٩) الآية.