372

Intisar

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

وأما ثانيا: فنهاية الأمر، أنه مذهب لعائشة وأنها تقول به، فالرد عليها كالرد على سائر المجتهدين في المسألة من غير تفرقة.

وأما ثالثا: فلعل الرسول لم يشعر بكونه متصلا بثوبه فيأمر بغسله أو يقرها عليه، فلا تكون فيه حجة.

ثم إنا نقول: لو كان طاهرا، فأي حاجة إلى الفرك كما لا يحتاج اللعاب إلى الفرك، فالفرك على نجاسته أدل منه على طهارته، ولهذا فإن أباحنيفة يذهب إلى نجاسته، لكنه يكتفي بالفرك في طهارته، كما سنقرره في كيفية إزالة النجاسات.

قالوا: مبتدأ خلق بشر، فكان طاهرا كالطين.

قلنا: عنه جوابان:

أما أولا: فلأن هذا منقوض بماء المرأة، فإنه مبتدأ خلق البشر، ثم إنه نجس باتفاق منا ومنكم.

وأما ثانيا: فلأن المعنى في الأصل كونه غير خارج من مخرج الحدث، فلهذا كان طاهرا بخلاف المني فافترقا.

قالوا: خارج من حيوان طاهر تخلق منه مثل أصله فوجب كونه طاهرا كالبيض.

قلنا: عنه جوابان:

أما أولا: فلأن ما ذكروه يبطل بالسرقين(¬1) فإنه خارج من حيوان طاهر مثل أصله في كونه حيوانا، فيلزم أن يكون طاهرا، وأنتم لا تقولون به.

فإن قيل: قد احترزنا بقولنا: تخلق منه مثل أصله والدود الخارج من السرقين ليس مثل ما خرج منه السرقين في الجنسية، فلا يلزم ما ذكرتموه.

Page 379