Intisar
الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197
Genres
وذهب الشافعي في قوله المشهور غير ما حكاه صاحب (التلخيص): إلى أنه طاهر ما لم تصبه نجاسة عارضة عليه. وإلى هذا ذهب ابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة من الصحابة رضي الله عنهم.
والحجة لهم على ذلك: ما روته عائشة، أنه بلغها أن رجلا غسل ثوبه من المني، فقالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله وهو يصلي.
قالوا: فلو كان نجسا لما انعقدت معه الصلاة، ولهم أدلة غير هذا نوردها عند ذكر الانتصار عليهم في هذه المقالة.
والمختار: ما عول عليه علماء العترة ومن وافقهم، في كونه نجسا لما ذكرناه عنهم، ونزيد هاهنا حججا:
الحجة الأولى: ما روته عائشة (رضي الله عنها) قالت: (( كان رسول الله ، يغسل المني من ثوبه ثم يخرج إلى الصلاة)).
[الحجة الثانية]: وعن عمر رضي الله عنه: أنه غسل موضع الاحتلام من ثوبه. وعن عبدالله بن مسعود أنه قال: إذا وجدت المني فاغسله.
[الحجة الثالثة]: وعن ابن عمر أنه كان يغسله من ثوبه، فهؤلاء الجلة من الصحابة (رضي الله عنهم) روي عنهم غسله، فلولا كونه نجسا لما واظبوا على غسله كسائر النجاسات.
ولأنه خارج من الإحليل لشهوة فوجب كونه نجسا كالمذي، ولأنه خارج من مخرج الحدث، فوجب كونه نجسا كالبول والعذرة، فهذه المعاني كلها دالة على نجاسته.
الانتصار: يكون بإيراد ما جعلوه عمدة لهم وإبطاله.
احتجوا بقوله تعالى: {فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب}[الطارق:5 - 7].
ووجه الاحتجاج بهذه الآية: هو أن الله تعالى إنما أوردها على جهة الامتنان وإظهار القدرة، وكمال الامتنان إنما يكون بأن يخلقه من الطاهر دون النجس، فلهذا حكمنا بطهارته.
Page 377