56

Intermediate Interpretation - Al-Zuhayli

التفسير الوسيط - الزحيلي

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ

Publisher Location

دمشق

Genres

«١» «٢» «٣» [البقرة: ٢/ ١٢٤- ١٢٦] . ويلاحظ أن إبراهيم خصّ طلب الرزق بالمؤمنين، فأجابه الله بأنه يرزق الكافر أيضا ويمتّعه في الدنيا زمانا ثم يعذّبه في النار. وكان من دعاء إبراهيم ﵇ أثناء بنائه البيت الحرام مع ابنه إسماعيل أن يتقبّل الله منهما، وأن يجعلهما منقادين لله خاضعين له، ومخلصين، وأن يجعل من ذرّيتهما جماعة مخلصة منقادة، وأن يبصرهما بأسرار العبادة ومناسك الحج، وأن يقبل توبتهما، وأن يرسل في ذرية إبراهيم رسولا منهم يتميز بالصدق والأمانة، يتلو عليهم آيات الدين، ويعلمهم كتاب الله، والحكمة (وهي كل ما تكمل به النفوس من العلوم والمعارف وأحكام الشرع) وأن يطهرهما من رجس الوثنية والشرك، فإنك يا ربّ العزيز الذي لا يغلب، الحكيم في كل صنع، قال الله تعالى: [سورة البقرة (٢): الآيات ١٢٧ الى ١٢٩] وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩) «٤» «٥» «٦» [البقرة: ٢/ ١٢٧- ١٢٩] . قال النّبي ﷺ موضحا معنى هذه الآية الأخيرة: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى

(١) وافق عمر ربّه في ثلاث كما روى البخاري وغيره: اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، وحجاب نساء النّبي، وقوله لنساء النّبي: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ. (٢) وصينا أو أوحينا. (٣) أدفعه وأسوقه. (٤) منقادين لأمرك. [.....] (٥) عرفنا معالم حجّنا وشرائعه. (٦) يطهّرهم من الشّرك والمعاصي.

1 / 59