Al-shafāʿa fī al-ḥadīth al-nabawī
الشفاعة في الحديث النبوي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
وأخرج الإمام مسلم بسنده عن أبي امامه ﵁ عن النبي ﷺ «اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لاصحابه، اقرؤا الزهراويين ...» (١)، الحديث.
وكذا بسنده عن النواس بن سمعان ﵁ عن النبي ﷺ بنحو حديث أبي امامة (٢).
فهذه الأحاديث تبين لنا أنّ القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة ولم يحدد لنا مكان الشفاعة. أعند الصراط؟ ام عند الحساب؟ ام عند الجنة؟ ام يخرج صاحبه من النار؟ الذي يبدو -والله أعلم- أنّ القرآن الكريم له اكثر من مكان يشفع فيه: فحديث عبد الله عمرو بن العاص الذي مرّ: يبين لنا انه يشفع ويحاجج لصاحبه عند رب العزة-ﷻ عند الحساب.
وهناك أحاديث تخبر ان القرآن يشفع لصاحبه في الجنة: بان يرفع له منزلته ودرجته، فقد أخرج الإمام الترمذي بسنده عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: «يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلَّهِ فيلبسُ تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حُلّه الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه فيقال له: إقرا وارق وتزاد بكل آية حسنة» (٣).
وأخرج إبن حبان بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵁ عن النبي ﷺ انه قال: «يقال لصاحب القرآن اقرا وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلك عند اخر اية تقرؤها» (٤). فأين هذا الترقي والتدرج في الصعود؟ بالتأكيد في الجنة. نقل الإمام المنذري عن الخطأبي القول: «جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة فيقال للقاريء ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من أي القرآن فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على اقصى درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة» (٥).
٢ - الآثار الواردة في شفاعة سور من القرآن:
أخرج الإمام مسلم بسنده عن أبي امامة الباهلي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اقرءوا القران فإنه ياتي يوم القيامة شفيعًا لاصحابه، اقرءوا الزهراويين: البقرة
(١) انظر تخريجه برقم (١١٧).
(٢) سياتي لاحقًا.
(٣) انظر تخريجه برقم (١٢٢).
(٤) أخرجه إبن حبان (٧٦٦).
(٥) تهذيب الترغيب والترهيب، المنذري حديث برقم (١٣٨٦).
1 / 139