131

Insights into Islamic Culture

لمحات في الثقافة الإسلامية

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ

Publication Year

٢٠٠٤ م

Genres

وفي ذلك يقول ﷿: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ١. ثم يصدر التقرير الإلهي الجازم مؤكدًا مكابرة أهل الكتاب بما يعلمون أنه الحق من الله.. فهم يعرفون النبي ﷺ بما في كتبهم من البشارة به، ومن نعوته وصفاته، ويعرفون أن ما جاء به في شأن القبلة هو الحق الذي أوحى الله به إليه.. يعرفون كل ذلك معرفة يقين لا شبهة فيه كما يعرفون أبناءهم.. ولكنَّ فريقًا منهم يعاندون فيكتمون الحق الذي يعرفون.. ويتوجه الخطاب بعد هذا التقرير والبيان إلى رسول الله ﷺ معلنًا أن الحق هو ما أوحى الله به، فلا محل للارتياب والتردد في اتباعه.. وفي هذا إيحاء بالغ للمؤمنين ليعملوا بما أمر الله ويعرضون عن أباطيل الجاحدين وزورهم وبهتانهم، فهم دائمًا دعاة فتنة وعناصر شر وفساد. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ ٢.

١ البقرة: "١٤٥". ٢ البقرة: "١٤٦-١٤٧".

1 / 143