الإنسان يعرف أن هناك حيوانات تسعى على الأرض وتأكل، وقد تفترس غيرها وتفر وتدخل في الجحور أو تطير إلى أعلى القمم في الأشجار أو نحو ذلك، وكلها أمام الإنسان «حيوانات».
ولكن الأسد لا يعرف هذا التعميم.
والتعميم في الإنسان هو الأصل في الخرافات الدينية القديمة، ثم صار بعد ذلك أصلا للنظريات العلمية.
الخرافة الدينية هي فرض مخطئ، ولكنه تعميم.
والنظرية العلمية هي فرض صحيح، وهو تعميم.
ونحن البشر، بثقافتنا الحاضرة، نفهم الأشياء والناس بالتعميم؛ أي: بالنظريات.
وعلومنا هي تعميمات؛ أي: نظريات.
كيف وصلنا إلى هذا؟ ولماذا لم يصل الحيوان إلى درجتنا في هذا الفهم التعميمي؟
هذا السؤال ينطوي على سؤال آخر هو: لماذا كبرت أدمغتنا إلى حد شاذ بالمقارنة إلى الحيوان، بل حتى إلى القردة العليا الأربعة: الشمبنزي، والغوريلا، والأروانج أوتان، والجيبون؟
الجواب هو اللغة.
Unknown page