وفي ضوء التصوير الجديد للكون يمكن أن نقول: إن كل مادة تحتفظ بطرازها، بأن تأخذ وتعطي لما حولها، تعد حية، فالنجم يعد حيا، بل كذلك الكواكب، وأحسن ما قيل عن الحياة بلغة الشعر التي تعتمد على أساس العلم: «إن الحياة نسيج يحوكه الضوء من الهواء».
ونحن نحاول التفسير الذري أو الجزئي للمواد، وفي ضوء هذا التفسير نجد أن الفيروس الذي يحدث لنا الزكام مثلا يقف بين ما نسميه مادة وما نسميه حياة، ذلك أن الفيروسات قد يتألف أحدها من جزيء واحد أو عدة جزئيات حتى لنتردد في القول بأنها من المواد أم من الأحياء .
خروج الأحياء المائية إلى اليابسة
بعض الأحياء المائية يخرج من الماء ويسير قليلا أو كثيرا، على الطين أو التراب أو الرمل، مثل السرطان والجنبري وبعض الأسماك.
ونحن بالطبع لا نعني هنا تلك الحيوانات التي كانت على اليابسة ثم نزلت إلى البحر وجعلته وطنها مثل اللجاة من الزواحف التي لا تزال إلى الآن تبيض على اليابسة، ومثل اللبونات «الرواضع» كالدولفين والفقمة وسائر الفياطس العديدة التي هي أقرب إلى البقر منها إلى؛ أي: حيوان آخر.
وإنما نعني تلك الأحياء التي نشأت في الماء، ثم خرجت أو حاولت الخروج إلى اليابسة.
وجميع الأحياء على اليابسة كانت بالطبع في الماء قبل أن تتطور وتستطيع الحياة على اليابسة، وهي في هذا الانتقال احتاجات إلى شيئين: (1)
أن تتغير خياشيمها التي تتنفس بها من خلال الماء إلى رئة حتى يمكنها أن تحصل على الهواء مباشرة، وليس من خلال الماء. (2)
أن نستطيع التحرك على اليابسة كأن تستعمل عضلاتها أو زعانفها التي كانت تسبح بها في التنقل على التراب أو الطين أو الرمل.
ونحن نلاحظ في السرطان «أبو جلمبو» أنه يخرج في الليل إلى الساحل ويجول فيه بل يعدو أحيانا، ولكنه إذا وجد الخطر عاد إلى البحر، وهو يحفر لنفسه وكرا في الرمل يختبئ فيه، فإذا كان الصباح وبزغت الشمس عاد إلى البحر أو اختبأ في وكره.
Unknown page