120

Al-Inṣāf fī al-tanbīh ʿalā al-maʿānī waʾl-asbāb allatī awjabata al-ikhtilāf

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

Editor

د. محمد رضوان الداية

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٠٣

Publisher Location

بيروت

فَقَالَ قوم مَعْنَاهُ أَن الْمُؤمن يُسَمِّي الله تَعَالَى على طَعَامه فَتكون فِيهِ الْبركَة وَالْكَافِر بِخِلَاف ذَلِك
وَقَالَ آخَرُونَ انما ضرب هَذَا مثلا للزهادة فِي الدُّنْيَا والحرص عَلَيْهَا فَجعل الْمُؤمن لقناعته باليسير من الدُّنْيَا كالآكل فِي معى وَاحِد وَالْكَافِر لشدَّة رغبته فِي الدُّنْيَا كالآكل فِي سَبْعَة أمعاء
وَهَذَا القَوْل أصح الْأَقْوَال وَيشْهد لصِحَّته مَا رَوَاهُ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ ان أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم مَا يخرج الله لكم من بَرَكَات الأَرْض فَقَالَ لَهُ رجل يَا رَسُول الله هَل يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَسكت رَسُول الله ﷺ حَتَّى ظننا أَنه يُوحى اليه ثمَّ مسح الْعرق عَن جَبينه وَقَالَ أَيْن السَّائِل فَقَالَ هَا أَنا ذَا يَا رَسُول الله فَقَالَ ان الْخَيْر لَا يَأْتِي الا بِالْخَيرِ ثَلَاثًا وَلَكِن هَذَا المَال خضرَة حلوة وان مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم الا آكِلَة الْخضر تَأْكُل حَتَّى اذا امْتَلَأت خاصرتاها اسْتقْبلت الشَّمْس فبالت وثلطت ثمَّ عَادَتْ فَأكلت ان هَذَا المَال خضرَة حلوة من أَخذه بِحقِّهِ وَوَضعه فِي حَقه فَنعم المعونة هُوَ وَمن أَخذه بِغَيْر حَقه وَوَضعه فِي غير حَقه كَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع

1 / 151