Al-Insaf fi al-intisaf li-ahl al-haqq min ahl al-israf
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
Genres
قوله: "وقد تحصل على وجه فيه معصية الله، كسلطان الظالمين" .
قلنا: فإذا اعترفت وأقررت أن سلطان الجائرين الظالمين يحصل على وجه لايبه الله ولارسوله، من حيث آن فيه معصيته سبحانه وسخطه.
فكيف زعمت وحكمت أنت وأصحابك من قبلك أن سلطانهم مأموربه، وأنهم من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم؟!
وهذا تناقض ظاهرا فإن سلطانهم إذاكان واقعا على وجه لا يحبه الله ولا رسوله، بل بسخطهما، فلا يكون مأمورا به لا من الله ولا من رسوله لأن ما لا حبه الله لا يأمر به، وكذا ما لا يحبه رسول الله لا يأمر به أيضا، ولا يأمر الله ورسولها بما يسخط الله ولا بما فيه سخطه سبحانه.
وهذا محقق بأن الله لم يأمر بانعقاد سلطان الظالمين ولا بطاعتهم أصلا، ولا بالقرب منهم أبدا، (ولا بالركون إليهم، ولا بإعانتهم قطعا)(1) .
فهذا يبطل(2) قولك يا بن تيمية بقولك وقول أثمتك السابقين عليك! قوله: "كما أن من ظن أن تخلف الواحد أو الاثنين والعشرة يضر، فقد غلط قلنا: قالت الإمامية: فلعل الذي غلط أنت أيها القائل بذلك؟! فإن الذي عليه المحققون من الأصوليين: أن كل من يعتبر قوله في الاجماع، فخلافه
Page 292