197

Al-Insaf fi al-intisaf li-ahl al-haqq min ahl al-israf

الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف

Genres

ثبتت بالنص، وهم يسندون ذلك إلى أحاديث معروفة صحيحة، ولا ريب أن قول هؤلاء أوجه من قول من يقول: إن خلاقة علي أو العباس ثبتت بالنص، فإن هؤلاء ليس معهم الا مجره الكذب...).

ثم قال بعد ذلك: "وعزم - يعني رسول الله - على أن يكتب ذلك عهدأ يعني بخلافة أبي بكر - ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه، فترك الكتاب اكتفاء بذلك، ثم عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس، ثم لما حصل ليعضهم شك هل ذلك القول من جهة المرض، أو هو قول يجب اتباعه؟ ترك الكتابة اكتفاء بما علم أن الله يختاره والمؤمنون من خلافة أبي بكر"(1) .

قلنا: قالت الامامية: لو تكون هذه الأحاديث معروفة صحيحة فى الصدر الأول، لأسندوا خلافة أبي بكر إليها، ولعولوا عليها، ولذكرها أبو بكر وعمر وأصحابهما وأتباعهما، واحتجوا بها على دفع غيرهم (عما طلبوا إثباته ونازعوا)(2)، فإنها كانت أوضح في الاحتجاج وأقطع للكلام (مما احتجوا به في ذلك الزمان)(3)، ولما كانوا احتاجوا في ذلك إلى بيعة واختيار فلما لم تذكر هذه الأحاديث ولا شيء منها، (ولم يحتج بها أحد البتة، ولم سند خلافة أبي بكر إليها)(4) في الصدر الأول (كما أسند المحدثون ذلك بعد

Page 257