16: لأننا بإتمامنا تعليم المسيح نقبل ديانة جديدة عوض العتيقة.
17: موسى وضع شرائع ونواميس، ولكن يسوع المسيح علمنا الديانة الحقيقية.
18: الله لم يره أحد قط، ولن يراه أحد مطلقا، إنما يسوع المسيح أرانا طريق الحياة.
الفصل الأول
ابن الله (أبانا) (الإنسان - ابن الله - ضعيف بالجسد قوي بالروح)
فحوى الفصل الأول
يسوع المسيح كان ابنا لأب مجهول، وإذ لم يعرف من هو والده دعا نفسه ابن الله منذ صباه، وفي ذلك الزمان كان في بلاد اليهودية نبي اسمه يوحنا، كان يكرز للناس بقرب ظهور الله على الأرض، فكان يقول: إن الناس إذا غيروا طريقة حياتهم وأصبحوا يحسبون جميع الناس متساوين، وينقطعون عن التعديات على بعضهم، ويأخذون بمساعدة بعض؛ فإن الله ينزل إلى الأرض ويوطد دعائم مملكته عليها؛ فلما سمع يسوع هذه الكرازة ابتعد عن الناس وسار إلى البرية حيث اختلى بنفسه ليتأمل بمعنى حياة الإنسان ونسبته إلى ذلك الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية، أعني به الله جل جلاله، وكما قدمنا: إنه لما كان لا يعرف له أبا التجأ إلى ذلك الواحد القدير مبدع الموجودات الذي سماه يوحنا: الله.
ولما أقام يسوع المسيح في البرية عدة أيام بدون طعام ولا شراب، أخذ يشعر بالجوع، فافتكر بنفسه قائلا: أنا ابن الله القادر على كل شيء، فإذن يحق لي أن أكون قادرا مثله، ولكني الآن جائع وليس لدي خبز وليس في استطاعتي إيجاده؛ ولذلك فإني ضعيف جدا ، فأجاب نفسه على ذلك بقوله: إني لا أستطيع أن أحول الحجارة إلى خبز، ولكني أستطيع الإمساك والعيشة بدون الخبز، وإذا كنت ضعيفا بالجسد فإني قوي بالروح، وأستطيع أن أغلب الجسد؛ ولذلك فإني ابن الله بالروح وليس بالجسد.
ثم قال لنفسه: إذا كنت ابن الروح فإني أستطيع أن أتخلص من الجسد وأفنيه، إنني ولدت بالروح في الجسم، هكذا شاءت إرادة أبي فأنا لا أخالفها.
ثم قال لنفسه: إذا كانت إرادتي لا تستطيع إرضاء جسدي ومجاراته في مطالبه، فإنه يتحتم علي أن أخضع للجسد ولا أنكره، وأن أعمل وأشتغل لأجله، وأتمتع بجميع الملذات التي يهبني إياها الجسد، فأجاب نفسه على ذلك بقوله: إني لا أقدر أن أجاري مطالب الجسد، كما أني لا أستطيع إنكاره، وإنما روحي قوية بالله أبي؛ ولذلك يتحتم علي أن أخدم الروح بالجسد، ولما تثبت وأيقن أن حياة الإنسان مكرسة للروح أو لله عاد من البرية، وأخذ ينشر تعاليمه بين الناس، فقال: إن به روحا، وأنه من الآن تفتح أبواب السماء، وتتحد القوات السموية مع الإنسان، وقد أقبلت على الناس حياة أبدية حرة، وأن الناس مهما كانوا تعساء فإنهم يصبحون سعداء، يرفلون بسربال الغبطة والهناء. •••
Unknown page