Ikhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ
إخبار العلماء بأخبار الحكماء
Editor
إبراهيم شمس الدين
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
الحسن بن عبدون المعروف بابن بطلان قال ابن بطلان وشيخنا أبو الفرج عبد الله بن الطيب بقي عشرين سنة فِي تفسير مَا بعد الطبيعة ومرض من الفكر فِيهِ مرضة كَاد يلفظ نفسه فِيهَا وهذا يدلك عَلَى حرصه واجتهاده وطلب العلم لعينه ولولا ذَلِكَ لما تكلف عاش إِلَى بعد العشرين والأربعمائة وقيل لي مات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
عبد الله بن شاكر بن أبي المطهر المعداني يلقب شمس الدين فاضل كامل لَهُ يد طولى فِي الهندسة وعلم النجوم وَلَهُ أدب وشعر فارسي حسن وعربي لا بأس بِهِ مات فِي حدود سنة سبعين وخمسمائة بأصبهان.
عبيد الله بن الحسن أبو القاسم المعروف بغلام زحل المنجم مقيم ببغداد من أفاضل لحساب والمنجمين أصحاب الحجج والبراهين وَلَهُ يد طولى فيما يعانيه من هَذَا الشان وَكَانَ صديقًا لأبي سليمان المنطقي ومحاضرًا لَهُ وَكَانَ أبو سليمان المنطقي كثير الشكر لَهُ والذكر لما يورد فمن ذَلِكَ مَا ذكر أنه اجتمع يومًا عند أبي سليمان جماعة من سادة علماء علم الأوائل وأخذوا فِي المذاكرة فذكروا علم النجامة وقالوا هي من العلوم الَّتِي لا تجدي فائدة ولا يصح لَهَا حكم وكان فِي الجماعة أبو زكريا الضيمري والنوشجاني أبو الفتح وأبو محمد العروضي والمقدسي والقومسي وغلام زحل وكل واحد من هؤلاء إمام فِي شأنه وفرد فِي صناعته فأطالوا القول فِي ذَلِكَ واحتجوا وأخذ بهم القول فِي كل مسلك فقال النوشجاني أَيُّهَا القوم اختصروا الكلام وقربوا البغية فإن الإطالة مصدة عن الفائدة مضلة للفهم والفطنة هل تصح الكلام فقال غلام زحل عن هَذَا جواب يستتب عَلَى كل وجه فقيل وَلَمْ بَيْنَ فقال لأن صحتها وبطلانها متعلقان بآثار الفلك وَقَدْ يقتضي شكل الفلك فِي زمان أن لا يصح منها شيء وإن غيص عَلَى دقائقها وبلغ إِلَى أعماقها وَقَدْ يزول ذَلِكَ الشكل فيجيء زان لا يبطل منها شيء فِيهِ وإن قورب فِي الاستدلال وقد يتحول هَذَا الشكل فِي وقت آخر إِلَى أن يكثر الصواب فِيهَا أَوْ الخطأ ويبقى زمانًا ومتى وقف الأمر عَلَى هَذَا الحد لَمْ ينبت عَلَى قول قضاء ولا وثق بجواب فقال أبو سليمان المنطقي هَذَا احسن مَا يمكن أن يقال فِي الباب
1 / 173