Informing Scholars About the History of the Wise
إخبار العلماء بأخبار الحكماء
Investigator
إبراهيم شمس الدين
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
الساعة ثلاثة وعشرين فقال هو يعمل تمام مَا قلت ورتب لَهُ مَا يستعمله وخرج من عنده وأمر بأن يشد رحله ويصلح أسباب الانصراف فبلغ ممهد الدولة ذَلِكَ فأنفذ إِلَيْهِ يستعلم سبب انصرافه فقال مثلي لا يجرب لأنني أشهر من أن أحتاج إِلَى تجربة فترضاه وحمل إِلَيْهِ بغلة ودارهم لَهَا قدر.
وَفِي هَذِهِ المدة كاتبه ملك الديلم بكتب جميلة يسأله فِيهَا أن يزوره وكاتب ممهد الدولة يسأله فِي ذَلِكَ فمنعه من المضي وأقام فِي الخدمة ثلاث سنين وتوفي فِي يوم الجمعة ثامن شهر رجب سنة ست وتسعين وثلاثمائة للهجرة وَكَانَ عمره خمسًا وثمانين سنة ودفن فِي المصلى خارج ميافارقين.
جبرائيل الكحال المأموني كَانَ كحالًا واختص بخدمة المأمون وَكَانَتْ وظيفته فِي كل شهر ألف درهم وَكَانَ المأمون يستخف يده وَكَانَ أول من يدخل إِلَيْهِ فِي كل يوم عند تسليمه من صلاة الغداة ويغسل أجفانه ويكحل عينيه وإذا انتبه من قيلولته فعل مذل ذَلِكَ ثُمَّ سقطن منزلته بعد ذَلِكَ فسئل عن سبب ذَلِكَ فقيل أن الحسين الخادم اعتل فلم يكن ياسر عيادته لاشتغاله بالخدمة إِلَى أن وافى ياسر باب الحجرة الَّتِي كَانَ فِيهَا المأمون وَقَدْ خرجت من عند المأمون فسألني ياسر عن خبر المأمون فأخبرته أنه قَدْ أغفى فغنم ياسر مَا أخبرته من نوم المأمون فسار إِلَى الحسين فعاده وانتبه المأمون قبل انصراف ياسر فسأله المأمون عن سبب نخلفه فقال ياسر أخبرت بنوم أمير المؤمنين فسرت إِلَى الحسين فعدته فقال لَهُ المأمون زمن أخبرك برقادي فقال ياسر جبرائيل قال جبرائيل فأحضرني ثُمَّ قال يَا جبرائيل اتخذتك كحالًا أَوْ عاملًا للأخبار عليّ أخرج عن داري فأذكرته حرمتي فقال أن لَهُ حرمة فليقتصر بِهِ عَلَى إجراء مائة وخمسين درهمًا فِي الشهر ولا يؤذن لَهُ فِي الوصول فلم يخدم جبرائيل المأمون بعدها حَتَّى توفي.
جعفر بن محمد بن عمر أبو معشر البلخي عالم أهل الإسلام بأحكام النجوم وصاحب التآليف الشريفة والمصنفات المفيدة فِي صناعة الأحكام
1 / 119