61

Al-Iʿlām bi-ḥurmat ahl al-ʿilm waʾl-islām

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Publisher

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

الرياض

Genres

ولما كان أحد البواعث على الغيبة شفاء الغيظ بمقابلة العدوان بمثله رغبت الشريعة السمحة في كظم الغيظ، وترك مقابلة العدوان بمثله، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤)﴾ [آل عمران: ١٣٤].
وعن معاذ بن أنس ﵁ قال رسول الله ﷺ: " من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ، دعاه الله ﷿ على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يُخَيِّره من الحور ما شاء " (١).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ قال: " من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يشاء، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون " (٢).
وكان أحدهم يقع في عمر بن ذر ويشتمه، فلقيه عمر، فقال: " يا هذا لا تُفرط في شتمنا، وأبق للصلح موضعًا، فإنا لا نكافيء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه " (٣).
وقيل: إن رجلًا خاصم الأحنف بن قيس، وقال: " لئن قلتَ واحدة، لتسمعن عشرًا "، فقال: " لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة " (٤).
وعن بكار بن محمد السيريني قال: " كان عبد الله بن عون مشغولًا بنفسه

(١) رواه الترمذي رقم (٢٠٢٢)، وأبو داود رقم (٤٧٧٧)، وغيرهما، وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " رقم (٦٣٩٨).
(٢) " الإحياء " (٣/ ١٨٧).
(٣) " سير أعلام النبلاء " (٦/ ٣٨٩).
(٤) " السابق " (٤/ ٩٣).

1 / 62