وطريفه، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه وما أوغر منه الصدور، وجلب الشرَّ، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويُزيل المروءة " (١) اهـ.
ومن أدبه: أن يحضر درس الشيخ على أحسن الهيئات، وأكمل الطهارات، " وكان الشيخ أبو عمر يقطع من حضر من الفقهاء الدرس محففًا بغير عمامة، أو مفكك أزرار الفرجية " (٢).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ قال: " أحِبُّ إلي أن انظر القارئ أبيض الثياب " (٣)؛ يعني ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
وقال ابن جماعة في آداب المتعلم مع زملائه
" أن يتأدب مع حاضري مجلس الشيخ، فإنه أدب معه، واحترام لمجلسه، وهم رفقاؤه، فيوقر أصحابه، ويحترم كبراءهم وأقرانه، لا يجلس وسط الحلقة، ولا قدام أحد إلا لضرورة -كما في مجالس التحديث- ولا يفرق بين رفيقين، ولا بين متصاحبين إلا بإذنهما معًا " (٤).
وعلى طالب العلم أن ينظر شيخه بعين الإجلال، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدَّق بشيء وقال: " اللهم استر عيب شيخي عني، ولا تُذهب بركة علمه مني ".
* * *
(١) " الجامع " للخطيب (١/ ١٥٦).
(٢) " تذكرة السامع والمتكلم " ص (٢٣٥).
(٣) " الإحكام " للقرافي ص (٢٧١).
(٤) " تذكرة السامع والمتكلم " ص (١٥٢ - ١٥٣).