193

Al-Iʿlām bi-ḥurmat ahl al-ʿilm waʾl-islām

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Publisher

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

الرياض

Genres

الفصل الرابع
الأدب مع العلماء
إن التأدب مع العلماء الموقعين عن رب العالمين هو تأدب مع الله تعالى، وتعظيم العلماء تعظيم لشعائر الله، وقد قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)﴾ [الحج: ٣٢] و" الشعيرة " هي كل ما أشعر الله بتعظيمه من أعلام الدين، وتوقير حملة الشرع وحماته من توقير الشارع نفسه ﷿؛ قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ [نوح: ١٣]، قال سعيد بن جبير: " ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته "، وكل ما يشرف بالإضافة إلى الله ﷿ فإن حقه التعظيم، قال سعيد بن المسيب ﵀: " لا تقولوا: مُصَيْحِف، ولا مُسَيْجِد، ما كان لله فهو عظيم حسنٌ جميل " (١).
وعن عبادة بن الصامت ﵁ قال:
قال ﷺ: " ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه " (٢).
وقال الإمام ابن حزم ﵀:
" اتفقوا على توقير أهل القرآن والإسلام والنبي ﷺ، وكذلك الخليفة

(١) " سير أعلام النبلاء " (٤/ ٢٣٨).
(٢) رواه الإمام أحمد (٥/ ٣٢٣)، والحاكم (١/ ١٢٢)، وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " رقم (٥٣١٩).

1 / 197