121

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Publisher

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

الرياض

Genres

وقال الإمام عبد الله بن المبارك ﵀: " لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحق بحسناتي ".
وقال أيضًا: (قلت لسفيان الثوري: " ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة! ما سمعته يغتاب عدوًا له "، قال: " والله هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها " (١).
فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفًا من ذلك.
السادس: شكر نعمة اللسان:
بأن يحمد الله على نعمة النطق التي حُرمها غيره، ويعلم أن من شكرها استعمالها في مرضاة المنعم عليه بها، الذي أسداها إليه ليعبده بها ويذكره ويشكره، لا ليخوض بها في أعراض الناس، ويستطيل بها على خلق الله تعالى، قال تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: ٦٠]، وقال ﷿: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] (٢).
وقيل للحسن: " يا أبا سعيد: من أشد الناس صُراخًا يوم القيامة؟ "،
فقال: " رجل رُزق نعمة؛ فاستعان بها على معصية الله ".
أنالَكَ رزقَه لتقومَ فيه ... بطاعته وتشكرَ بعضَ حَقِّهْ
فلم تشكر لنعمته ولكن ... قَوِيتَ على معاصيه برزقهْ

(١) " مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة " لأبي المؤيد موفق المكي (١/ ١٩٠).
(٢) أي تضعون التكذيب بالقرآن مكان شكر هذه النعمة، كقول القائل: " جعلتَ إحساني إليك إساءة منك إليَّ، وجعلت إنعامي لديك أن اتخذتني عدوًا ".

1 / 123