أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ ١ وقوله ﷺ " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن " ٢ (رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري) وقوله ﷺ " لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان " ٣ (رواه البرقاني في حديث طويل عن ثوبان) .
مفهوم التوحيد:
إن منتهى ما وصلوا إليه في علم التوحيد الاعتقاد بأن لهذا العالم خالقا واحدا وهو الله، وهو وحده مالكه والمسيطر عليه وواضع قوانينه التي يسير عليها، وهو واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، وهذا - ولا شك - أحد شقي التوحيد وهو توحيد الربوبية، ولا يصلون إلى شقه الآخر وهو توحيد الألوهية الذي يقتضي من العباد توحيد العبادة. وذلك لعدم إدراكهم أن التوحيد لا يتحقق إلا بشقيه وعدم علمهم أن توحيد الألوهية هو مفترق الطرق بين المسلمين وبين المشركين الذين حكاهم الله بقوله ﷿: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ ٤.وقوله تعالى: ﴿قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ