Al-istinbāṭ ʿinda al-Khaṭīb al-Shirbīnī fī tafsīrihi al-Sirāj al-Munīr
الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير
Genres
النهي للتحريم.
قال الله تعالى: ﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: ١٦١]
قال الخطيب الشربيني ﵀: (﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ﴾ أي: والحال إنهم قد ﴿نُهُوا عَنْهُ﴾ في التوراة، فكان محرمًا عليهم كما هو محرّم علينا؛ لأنه قبيح في نفسه، مُزر بصاحبه، وفي الآية دليل على أنّ النهي للتحريم). (^١)
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أنّ النهي للتحريم؛ حيث دلّت على أن الله تعالى حرّم على اليهود الربا في التوراة كما حرّمه علينا في القرآن بقوله ﴿وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ﴾، وقد قال تعالى قبلها: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ﴾. قال ابن القيم: (ويستفاد كون النهي للتحريم من ذمه لمن ارتكبه وتسميته عاصيا وترتيبه العقاب على فعله). (^٢)
وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية: البيضاوي، وأبو السعود، وغيرهما من المفسرين. (^٣)
(^١) السراج المنير ١/ ٣٩٩.
(^٢) بدائع الفوائد ٤/ ٣.
(^٣) ينظر: أنوار التنزيل للبيضاوي ٣/ ٩، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود ٢/ ٢٥٣.
1 / 310