276

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

نفي حبوط العمل، وخلود المؤمن في النار.
قال الله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ٢٥]
قال الخطيب الشربيني ﵀: (قوله تعالى ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ﴾ أي: من أهل الكتاب وغيرهم جزاء ﴿مَا كَسَبَتْ﴾ أي: عملت من خير أو شر، وفي ذلك دليل على أن العبادة لا تحبط، وأن المؤمن لا يخلد في النار وإن دخلها؛ لأن توفية إيمانه وعمله لا يكون في النار ولا قبل دخولها فإذًا هي بعد الخلاص إن دخلها). (^١)
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على نفي حبوط العمل، وخلود المؤمن في النار. لأن ظاهر قوله تعالى: ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ يدل على توفية الإنسان عمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، وتوفية الإيمان والعمل الصالح للعبد لا تكون في النار، ولا قبل دخولها، فوجب أن تكون بعد الخلاص منها إن لم تدركه رحمة الله قبل دخولها.
وقد نصَّ على هذه الدلالة من المفسرين: الرازي، والبيضاوي، وأبو السعود، وغيرهم. (^٢)
وهذه الآية يستدل بها القائلون بالوعيد (^٣)، ويستدل بها أهل السنة

(^١) السراج المنير (١/ ٢٣٦)
(^٢) ينظر: التفسير الكبير (٧/ ١٨١)، وأنوار التنزيل (٢/ ١١)، وإرشاد العقل السليم (٢/ ٢١).
(^٣) وهم الخوارج والمعتزلة القائلين بتخليد أهل الكبائر في النار، ينظر شرح العقيدة الطحاوية ص ٣٧٠

1 / 276