166

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [الأعراف: ١٤٦] حتى أن الله تعالى يختم على قلبه كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر: ٣٥] والمتكبر محروم من دُخُول الجنة؛ كماجاء في الصحيح عن رسول الله ﷺ قال: «لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبر بطر الحق (^١) وغمط الناس (^٢)». (^٣) بل إن الله تعالى يعامل المتكبر في الآخرة بنقيض قصده؛ قال ﷺ: «يُساقون إلى سِجن في جهنم .. الحديث» (^٤) فدلَّ على عظم خطيئة الكبر، وأنها تودي بصاحبها إلى ترك الحق، وتفضي به إلى الكفر، وهو استنباط حسن قوي الظهور، والله تعالى أعلم.

(^١) بطر الحق: هو أن يجعل ما جعله الله حقًا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: هو أن يتحير عند الحق فلا يراه حقًا، وقيل: هو أن يتكبر من الحق ولا يقبله. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٣٥)، ولسان العرب مادة ب ط ر (٤/ ٦٩) (^٢) غمط الناس: الاحتقار لهم والازدراء بهم. ينظر: تهذيب اللغة (٨/ ٨٧)، ومختار الصحاح (١/ ٢٣٠) (^٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه برقم (٩١)، (١/ ٩٣). (^٤) أخرجه الترمذي في سننه برقم (٢٤٩٢) (٤/ ٦٥٥) وقال: حديث حسن، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٦٧) برقم (٢٩١١).

1 / 166