لوجوب هذا التركيب، بل التركيبان كلاهما جائزان، لكن الجاهل يحسب أنه لا يصح إلا ما يعرفه فقط رغم أن ما يعرفه لا يعدو أن يكون فُتاتةً من الفتات. وتوجيه الكلام في الآية هو على النحو التالي: "وقطعناهم اثنتي عشرة (قطعة، وجعلنا هذه القطع) أسبتطًا أمما". فـ "أسباطًا أمما" بدل من "اثنتي عشرة" وليست تمييزًا لها. ويتضح ما نقول إذا عكسنا التركيب فقلنا: "وقطعناهم أسباطًا أمما اثنتي عشرة". ومثلها في القرآن الكريم أيضًا في الآية ٢٥ من "الكهف": ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ بدلًا من "ثلَثمائةِ سنةٍ" في التركيب المعتاد، وكلاهما صحيح. والمعنى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ .
وقريب من ذلك قول كاتب سفر "العدد" من كتابهم المقدس في الفقرة ١٣ من الفصل التاسع والعشرين: "أربعة عشر حَمَلًا حَوْليًا صحاح" بجمع "صحاح" على أساس أنها تابعة لـ "أربعة عشر" لا لـ "حَمَلًا حَوْليًا"، وإلا لقال: "أربعة عشر حَمَلًا حوليا صحيحًاَ" مثلما فعل في سائر المواضع الأخرى من نفس الفصل. ومذله ما جاء في الفقرة ١٧ من الفصل الثالث عشر من سفر "أخبار الأيام الثاني" من أنه قد "سقط قتلى من بني إسرائيل خمسمائة ألف رجل منتخَبون" بدلًا من "خمسمائة ألف رجل منتخب" بالإفراد