141

ʿiṣmat al-Qurʾān al-Karīm wa-jahālāt al-mubashshirīn

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

Publisher

مكتبة زهراء الشرق

Edition

الأولى ١٤٢٦ هـ

Publication Year

٢٠٠٥ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

الضغث، فما وجه العيب في الحلّ الذي قدّمه الله له؟ لقد حلف الرجل أن يضرب زوجته، فدلَّه الله على طريقة ينفّذ بها قَسَمه دون أن يؤلم شريكة عمره، فما الخطأ في هذا؟ ثم إن هذا الجزء من قصة أيوب غير موجود في العهد العتيق، فِلمَ يسارع ذلك الجاهل بتكذيبه، وبخاصة أنه غير موجود أيضًا في القرآن الكريم؟ إن هذا كله عراك في غير معترك!
وكان الجاهل قد أورد كلام أيوب لزوجته طبقًا لرواية العهد العتيق بوصفه دليلًا على برّ أيوب أمام بلواه، وكذلك على لطفه وحلمه مع زوجته، مع أن بقية ذلك الكلام نفسه تنبئ عن حدّة وعنف في معاملته لها حيث يصف كلامها بأنه ككلام إحدى الجاهلات. ثم إن ما قالته هذه الزوجة لزوجها ليستحق ما هو أقسى من الحَلِف بضربها مائة ضربة، إذ استغربت صبره وتماسكه أمام محنَه وحاولت إغراءه بالتجديف على الله حتى يموت ويستريح. وهذا نص ما قالت: "أإلى الآن أنت معتصم بسلامتك؟ جدَّف على الله ومُتْ".
ولقد جدّف أيوب (أيوب العهد القديم لا أيوب النبي الكريم الذي نؤمن به نحن المسلمين)، وتمرد على ربه، ولعن اليوم الذي وُلِد

1 / 147