al-Inbaʾ fi taʾrih al-hulafaʾ

Ibn al-ʿImrani d. 580 AH
81

al-Inbaʾ fi taʾrih al-hulafaʾ

الانباء في تأريخ الخلفاء

Investigator

قاسم السامرائي

Publisher

دار الآفاق العربية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

History
ولما أصبح الصباح أمر الرشيد السندي بن شاهك أن يصلب رأس جعفر على أحد جسور بغداد وأن يقطع بدنه قطعتين ويصلب على الجسرين الآخرين ففعل ذلك. وكان السندي في ليلة السبت قد دخل على جعفر مودّعا وأراد أن يستلّ ما في نفسه من بغضه فقال له جعفر: إلى الآن ما جازيتك بفعلك وإن أمهل [٢٨ أ] الله في الأجل أقمت فيك وفي أمثالك السياسة. فقال له السندي: يا مولانا وأيّ ذنب لي وأي سياسة تقام عليّ؟ فقال له جعفر: سياسة مثلك أن تقطع ثلاث قطع وتصلب على ثلاثة جسور. فخرج من عنده وهو ميت في جلده. وفي بكرة يوم السبت قطع السندي بدن جعفر قطعتين وصلبه على ثلاثة جسور مع رأسه وانقلب ما كان ذكره جعفر للسندى عليه. وحكى السندي قال: بقي بدن جعفر ورأسه مصلوبا إلى وقت العصر ثم أمر الرشيد بإحراقه فأحرق «١٥٦» . قال: فدخلت في ذلك اليوم إلى الديوان لبعض مهامى فرأيت روزنامجا في يد بعض الكتّاب فتأمّلته وإذا فيه: «في يوم الجمعة شرف [جعفر بن] يحيى بن خالد بخلعة قيمتها أربع مائة ألف دينار» وتحته مكتوب، في تلك الورقة: «وفي عشية يوم السبت أطلق لثمن بواري ونفط أحرق بها جعفر أربعة دراهم» فتعجبت من ذلك وسألت الله تعالى العافية وحسن العاقبة «١٥٧» . ثم إن الرشيد أمر بإحضار أولاد جعفر من الحجاز وأهلكهم وأهلك أمّهم وقيل: إنه أحرقهم وقال: النار ولا العار «١٥٨» . وأما ما كان من أمر الفضل فإنه قتل في الحبس «١٥٩» وأما يحيى فبقي مدة في الحبس وطمع في الحياة بعد أولاده فكتب إلى الرشيد القصيدة «١٦٠» المعروفة التي منها: قل للخليفة ذي الصنائع والعطايا الفاشية ... وابن الخلائف من قريش والملوك الهادية [٢٨ ب] إن البرامكة الذين رموا لديك بداهية

1 / 84