In the Shade of the Quran - Verification of Hadiths and Traditions
تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن
Publisher
دار الهجرة للنشر والتوزيع
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
Genres
لقد رأينا الجنون وعرفناه؛ فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قالوا: فنقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر؛ لقد عرفنا الشعر كله؛ رجزه وهزجه، وقريضه ومقبوضه ومبسوطه؛ فما هو بالشعر! قالوا: فنقول: ساحر! قال: ما هو بساحر؛ لقد رأينا السحار وسحرهم؛ فما هو بنفثهم ولا عقدهم. قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله؛ إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا؛ إلا عرف أنه باطل! وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا: هو ساحر، جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم، لا يمر بهم أحد؛ إلا حذروه إياه، وذكروا له أمره!» .
- (٢/١٠٧٦) .
- رواه ابن إسحاق عن شيخه محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، وهو مجهول، بسنده إلى ابن عباس ﵄، ومن طريقه ابن جرير في «التفسير» مختصرًا.
- وروى نحوه الحاكم في «المستدرك»، ومن طريقه البيهقي في «الدلائل»؛ عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس ﵄.
وهذا الإسناد صحيح لو كان إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه كما عدَّه ابن كثير في «البداية والنهاية»، وتبعه الوادعي في
«أسباب النزول»، وكذا يُفهم من صنيع الحاكم والذهبي لما جعلاه على شرط البخاري.
ولكني أخشى أن يكون إسحاق هذا هو ابن إبراهيم الدَّبري الصنعاني، صاحب عبد الرزاق، وهو ليس من رجال الستة، والذي جعلني أقول ذلك أمران:
أولهما: أن الواحدي في «أسباب النزول» رواه بإسناده عن محمد ابن علي
1 / 180