289

al-Imtaʿ wa al-muʾanisat

الامتاع و المؤانسة

Publisher

المكتبة العنصرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Publisher Location

بيروت

يروينا، فكتبت الجارية عند ذلك: إنّي رأيت الحبّ يكون في القلب، وحبّك هذا ما تجاوز المعدة. وكتبت أسفل الرّقعة: عذيري من حبيب جا ... ءنا في زمن الشّدّه وكان الحبّ في القلب ... فصار الحبّ في المعده وقال جرير: ولا يذبحون الشاة إلا بميسر ... كثير تناجيها لئام قدورها وقالت عادية بنت فرعة الزّبيريّة في ابنها دوس: تشبه دوس نفرا كراما ... كانوا الذّرى والأنف والسّناما كانوا لمن خالطهم إداما ... كالسّمن لمّا سغبل الطعاما يقال سغبل رأسه بالدّهن وسغسغه وروّاه وأمرعه. قال الواقديّ: قيل لأمّ أيوب: أيّ الطّعام كان أحبّ إلى رسول الله ﷺ فقد عرفتم ذلك بمقامه عندكم؟ فقالت: ما رأيته أمر بطعام يصنع له بعينه، ولا رأيناه أتي بطعام فعابه قطّ. وقد أخبرني أبو أيوب أنه تعشّى عنده ليلة من قصعة أرسل بها سعد بن عبادة فيها طفيشل فرأيته ينهك تلك القصعة ما لم ينهك غيرها، فرجع إليّ فأخبرني، فكنا نعملها له. وكنا نعمل له الهريسة، وكانت تعجبه، وكان يحضر عشاءه من خمسة إلى ستّة إلى عشرة كما يكون الطعام في القلة والكثرة. وكان أسعد بن زرارة يعمل له هريسة ليلة وليلة لا، فكان رسول الله ﷺ يسأل عنها: أجاءت قصعة أسعد أم لا؟ فيقال: نعم، فيقول: هلّموها، فنعرف بذلك أنّها تعجبه. قدم صهيب على رسول الله ﷺ بقباء ومعه أبو بكر وعمر، بين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمّهات جراذين «١» وصهيب قد رمد في الطّريق، وأصابته مجاعة شديدة، فوقع في الرّطب، قال صهيب: فجعلت آكل، فقال عمر: يا رسول الله، ألا ترى إلى صهيب يأكل الرّطب وهو رمد؟ فقال رسول الله ﷺ: «أتأكل الرّطب وأنت رمد؟» فقال صهيب: أنا آكل بشقّ عيني الصحيحة، فتبسّم رسول الله ﷺ «٢» .

1 / 296