265

Imtiāʿ al-asmāʿ bimā li-l-nabī min al-aḥwāl waʾl-amwāl waʾl-ḥafada waʾl-matāʿ – al-juzʾ 1

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Editor

محمد عبد الحميد النميسي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت

تغيير اسم جعيل وتسميته عمرا
وكان جعيل بن سراقة رجلا صالحا «وكان ذميما قبيحا، وكان يعمل في الخندق، فغير رسول اللَّه ﷺ اسمه يومئذ وسماه عمرا، وجعل المسلمون يرتجزون ويقولون:
سماه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يوما ظهرا
سبب النهي عن أن يروّع المسلم أو يؤخذ سلاحه
وكان زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاريّ فيمن ينقل التراب، فقال رسول اللَّه ﷺ: أما إنه نعم الغلام!.
وغلبته عيناه فنام في الخندق- وكان القرّ شديدا-
فأخذ عمارة بن حزم سلاحه وهو لا يشعر، فلما قام فزع. فقال له رسول اللَّه ﷺ: يا أبا رقاد! نمت حتى ذهب سلاحك! ثم قال: من له علم بسلاح هذا الغلام؟ فقال عمارة: يا رسول اللَّه، هو عندي. فقال: فرده عليه. ونهى أن يروع المسلم، و[لا] [(١)] يؤخذ متاعه [جادا ولا] [(١)] لاعبا.
ولم يتأخر عن العمل في الخندق أحد من المسلمين، وكان أبو بكر وعمر ﵄ ينقلان التراب في ثيابهما من العجلة، إذ [(٢)] لم يجدا مكاتل- لعجلة المسلمين- وكانا لا يتفرقان في عمل ولا مسير ولا منزل.
وقال رسول اللَّه ﷺ هو يعمل في الخندق:
اللَّهمّ لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

[()] قال: جعلنا يوم الخندق نرتجز ونحفر، وكنا- بني سلمة- ناحية فعزم رسول اللَّه ﷺ عليّ ألا أقول شيئا فقلت: هل عزم على غيري؟ قالوا: حسان بن ثابت قال: فعرفت أن رسول اللَّه ﷺ إنما نهانا لوحدنا له وقلته على غيرنا، فما تكلمت بحرف حتى فرغنا من الخندق. وقال رسول اللَّه ﷺ يومئذ: لا يغضب أحد مما قال صاحبه، لا يريد بذلك سوءا، إلا ما قال كعب وحسّان، فإنّهما يجدان ذلك» .
والظاهر لنا أن المقريزي قد اختصر رواية الواقدي اختصارا أخلّ بمعناها، واللَّه تعالى أعلم.
[(١)] زيادة للسياق من (الإصابة) ج ٤ ص ٤٢ عند ترجمة زيد بن ثابت رقم ٢٨٧٤، ونص (الواقدي) ج ٢ ص ٤٤٨: «ونهى رسول اللَّه ﷺ أن يروّع المسلم أو يؤخذ متاعه لاعبا جادا» والقرّ: البرد.
قال في (النهاية) ج ١ ص ٢٤٥: «أي لا يأخذ على سبيل الهزل ثم يحبسه، فيصير ذلك جدا» .
[(٢)] في (خ) «إذا» .

1 / 227