222

Imtiāʿ al-asmāʿ bimā li-l-nabī min al-aḥwāl waʾl-amwāl waʾl-ḥafada waʾl-matāʿ – al-juzʾ 1

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Editor

محمد عبد الحميد النميسي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت

ورضينا عنه» .
هدية أبي براء إلى رسول اللَّه ﷺ
وأقبل أبو براء فبعث ابن أخيه لبيد بن ربيعة بفرس هدية لرسول اللَّه ﷺ فرده وقال: لا أقبل هدية مشرك، قال: فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به [وكانت به الدبيلة] [(١)] فتناول النبي ﷺ مدرة من الأرض فتفل فيها ثم ناوله وقال: دفها [(٢)] بماء ثم اسقها إياه.
ففعل فبرأ. ويقال: بعث إليه بعكة [(٣)] عسل فلم يزل يلعقها حتى برأ، وشق على أبي براء ما فعل عامر بن الطفيل.
مقتل المشركين
وقدم عمرو بن أمية على رسول اللَّه ﷺ بعد ما لقي بصدور قناة [(٤)] رجلين من بني كلاب قد قدما على رسول اللَّه فكساهما وأمنهما، فقتلهما للذي أصابت بنو عامر من القراء.
فقال له النبي ﷺ: بئس ما صنعت! قتلت رجلين قد كان لهما مني أمان وجوار! لأدينهما.
وأخرج ديتهما دية حرّين مسلمين، فبعث بها وبسلبهما إلى عامر بن الطفيل.
غزوة الرجيع (سرية مرثد بن أبي مرثد)
ثم كانت غزوة الرجيع: وهو ماء لهذيل بين مكة وعسفان بناحية الحجاز، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا. وذلك أن بني لحيان جعلت فرائض لعضل والقارة [رحم من بني الهون بن خزيمة بن مدركة إخوة بني أسد بن خزيمة] على أن يقدموا على النبي ﷺ فيكلموه أن يخرج إليهم نفرا يدعونهم إلى الإسلام ليقتلوا من قتل سفيان بن نبيح الهذلي [(٥)]، ويبيعوا سائرهم على قريش بمكة، فقدم

[(١)] الدّبيلة على وزن جهبنة: داء في الجوف (ترتيب القاموس) ج ٢ ص ١٤٩.
[(٢)] داف الدواء: خلطه وأذابه بالماء هامش (ط) ص ١٧٣.
[(٣)] العكّة: وعاء من جلود مستدير يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخصّ (النهاية) ج ٣ ص ٢٨٤.
[(٤)] في (خ) «بصدر قناء» وما أثبتناه من (الواقدي) ج ١ ص ٣٥١، (وابن سعد) ج ٢ ص ٥٣، وقناة: واد بالمدينة، وأحد أوديتها الثلاثة (معجم البلدان) ج ٤ ص ٤٠١.
[(٥)] هذا هو سبب سرية عبد اللَّه بن أنيس، وهي لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره ﷺ (انظر ص ٢٥٦) .

1 / 184