166

Imtac Asmac

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Investigator

محمد عبد الحميد النميسي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت

الثامن عشر من ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا في قول الواقدي [(١)]، وذكر ابن إسحاق أنها كانت في المحرم سنة ثلاث، ومعه أربعمائة وخمسون، فيهم عدّة أفراس. واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ﵁. وذلك أنه بلغه أن جمعا- من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وبني محارب بن خصفة بن قيس- بذي أمر قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطرافه ﷺ، فجمعهم دعثور بن الحارث من بني محارب. فأصاب (رسول اللَّه ﷺ [(٢)] رجلا منهم بذي القصة يقال له جبار من بني ثعلبة فأسلم، وسار معهم يدلهم على عورات القوم حتى أهبطهم من كثيب، فهربت الأعراب فوق الجبال، فنزل ﷺ ذي أمر، فأصابهم مطر كثير، فذهب ﷺ لحاجته فأصابه المطر فبلّ ثوبه فنزعه ونشره على شجرة ليجف واضطجع تحتها والأعراب تنظر إليه.
خبر دعثور الّذي أراد قتل رسول اللَّه
فبادر دعثور وأقبل مشتملا على السيف حتى قام على رأس النبي ﷺ بالسيف مشهورا وقال: يا محمد، من يمنعك مني اليوم؟ قال: اللَّه. ودفع جبريل ﵇ في صدره فوقع السيف من يده، فأخذه النبي ﷺ وقام به على رأسه فقال:
من يمنعك مني؟ فقال: لا أحد، وأسلم،
وحلف لا يكثّر عليه جمعا أبدا ثم أدبر، فأعطاه سيفه. فأتى قومه ودعاهم إلى الإسلام، وفيه نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [(٣)] . وعاد ﷺ إلى المدينة فكانت غيبته أحد عشرة ليلة.
زواج أم كلثوم بنت رسول اللَّه ﷺ
وفي ربيع الأول هذا تزوج عثمان بن عفان ﵁ بأم كلثوم بنت رسول اللَّه ﷺ، ودخل بها في جمادى الآخرة، ﵂.

[(١)] (المغازي) ج ١ ص ١٩٣ (وتلقيح الفهوم) ص ٥٤ وذكر (الطبري) في تاريخه ج ٢ ص ٤٨٧ «وهي غزوة ذي أمر، فأقام بنجد صفرا كلّه أو قريبا من ذلك» ذكر هذا في أحداث السنة الثالثة من الهجرة.
[(٢)] زيادة للإيضاح.
[(٣)] الآية ١١/ المائدة، وفي (خ) «عنكم الآية» .

1 / 128