137

Imtac Asmac

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Investigator

محمد عبد الحميد النميسي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت

رجل فقال: يا رسول اللَّه إني أرى أن تعلو الوادي، فإنّي أرى ريحا قد هاجت من أعلى الوادي، وإني أراها بعثت بنصرك. فقال ﷺ: قد صففت صفوفي ووضعت رايتي، فلا أغير ذلك. ثم دعا ربه تعالى فنزل عليه: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [(١)] يعني بعضهم على إثر بعض. خبر سواد بن غزية ولما عدل رسول اللَّه ﷺ الصفوف تقدم سواد بن غزية أمام الصف، فدفع النبيّ ﷺ في بطنه فقال: استو يا سواد، فقال: أوجعتني والّذي بعثك بالحق أقدني [(٢)]، فكشف ﷺ عن بطنه وقال: استقد، فاعتنقه وقبّله. فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: حضر من أمر اللَّه ما قد ترى، وخشيت القتل، فأردت أن أكون آخر عهدي [(٣)] بك [أن يمس جلدي جلدك] [(٤)] وأن أعتنقك، وكان ﷺ يسوّى الصفوف وكأنما يقوم بها القداح [(٥)] . الريح التي بعثت والملائكة وجاءت ريح شديدة، ثم هبت ريح أشد منها، ثم هبت ريح ثالثة أشد منهما: فكانت الأولى جبريل ﵇ في ألف مع رسول اللَّه ﷺ، والثانية ميكائيل ﵇ في ألف عن ميمنته، والثالثة إسرافيل في ألف عن ميسرته. ويقال: جاء جبريل في ألف من الملائكة في صور الرجال، وكان في خمسمائة من الملائكة في الميمنة، وميكائيل في خمسمائة من الميسرة، ووراءهم مدد من الملائكة لم يقاتلوا، وهم الآلاف المذكورون في سورة آل عمران [(٦)]، وكان إسرافيل وسط الصف لا يقاتل كما يقاتل غيره من الملائكة. وكان الرجل يرى الملك على صورة رجل يعرفه،

[(١)] الآية ٩/ الأنفال. [(٢)] أقدني: أعطني القود، وهو القصاص. [(٣)] في (خ) «عهد» وما أثبتناه من (المغازي) ج ٣ ص ٢٧١. [(٤)] في (تاريخ الطبري) ج ٢ ص ٤٤٧ «فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك» ونحوه في (البداية والنهاية) ج ٣ ص ٢٧١. [(٥)] القداح: جمع قدح. [(٦)] الآيات من ١٢٣ إلى ١٢٧ آل عمران.

1 / 99