97

Imraa Tadakhkhala

تدخل‎ امرأة

Genres

الفصل التاسع والعشرون

عندما دخل جون كينيون مكتبه، ظن أن السكرتير كان ينظر إليه بارتياب. وتصور أن الموظف المسكين كان يقرأ المقال المنشور في صحيفة «فاينانشال فيلد»؛ لكن الحقيقة هي أن جون لم يكن على الإطلاق في حالة مزاجية تسمح له بتكوين رأي صحيح عما كان يفعله الآخرون. لقد بدا له أن كل الأشخاص الذين قابلهم في الشارع كانوا يناقشون ذلك المقال المنشور في الصحيفة.

سأل إن كان أي شخص قد جاء إلى المكتب هذا الصباح، وقيل له إنه لم يأت أي زائرين. ثم دخل إلى غرفة المديرين، وأغلق الباب خلفه، وجلس على كرسي، وأسند رأسه على يديه مع وضع مرفقيه على الطاولة. وعلى هذا الوضع، وجده ونتوورث في وقت لاحق، وعندما رفع جون بصره إليه، كان وجهه منهكا وعجوزا. «آه، إذن لقد قرأته.» «نعم.» «هل تظن أن لونجوورث يقف وراء هذا المقال؟»

هز جون رأسه تعبيرا عن الرفض.

وقال: «أوه لا؛ إنه ليس له أي علاقة على الإطلاق به.» «كيف عرفت هذا؟»

حكى كينيون بالضبط ما حدث بينه وبين الشاب المتملق المنتمي لصحيفة «فاينانشال فيلد» في نفس هذه الغرفة. وبينما كان السرد جاريا، أخذ ونتوورث يسير جيئة وذهابا ، ويعبر عن رأيه من آن لآخر، في ملاحظات قصيرة وبليغة، لكن ليس من اللائق ذكرها. وعندما انتهى سرد القصة، التفت إلى كينيون.

وقال: «حسنا، ليس أمامنا سوى مقاضاة الصحيفة بتهمة التشهير.» «ما جدوى هذا؟» «ما جدوى هذا؟! هل تقصد أن تقول إنك تنوي الجلوس هنا وأنت متهم بذلك الاتهام الذي وجهوه إليك، ولا تفعل شيئا؟ ما جدوى ذلك؟ إن هذا سيكون له جدوى كبيرة جدا.» «لا يمكننا تأسيس شركتنا ومقاضاة الصحيفة في نفس الوقت. يجب أن توجه كل طاقاتنا للأمر الذي نعمل عليه.» «لكن، يا عزيزي جون، ألا ترى تأثير هذا المقال؟ كيف يمكننا تأسيس الشركة إن لم يجر إثبات عدم صحة مثل هذه الكذبة؟ لن يهتم أحد بعروضنا. وسيقول الجميع: «ماذا فعلتم في المقال الذي ظهر في صحيفة «فاينانشال فيلد»؟» إن قلنا إننا لم نفعل شيئا، فسيكون الاستنتاج الطبيعي، بالطبع، هو أننا محتالان، وأن مشروعنا نوع من الغش.»

قال جون: «طالما ظننت أن المبلغ المطلوب عال جدا.» «في الواقع، أعتقد أنك ترى أن المقال لم يكن ظالما جدا، في نهاية الأمر. جون، أنا مندهش منك!» «لكننا إن رفعنا قضية تشهير، فلا يمكن أن تنتهي قبل أن تنتهي مدة عقد الخيار الخاص بنا. وإذا قلنا للناس إننا قد رفعنا قضية ضد صحيفة «فاينانشال فيلد» بتهمة التشهير، فسيقولون إنهم يفضلون الانتظار ومعرفة ما ستئول إليه القضية. وبحلول ذلك الوقت، ستتلاشى تماما فرصنا في تأسيس الشركة.» «هناك جانب من الصواب فيما تقول؛ ومع ذلك، أنا لا أعرف كيف سيكون علينا المضي قدما في تأسيس شركتنا إن لم نكن قد بدأنا على الأقل في رفع قضية التشهير.»

قبل أن يكون بإمكان جون الرد، كان هناك طرق على الباب، ودخل السكرتير بخطاب في يده كان قد وصل لتوه. فتحه كينيون، وقرأه ثم ألقاه عبر الطاولة إلى ونتوورث. رأى ونتوورث اسم شركة المحامين الخاصة بهم بأعلى ورقة الخطاب. ثم قرأ:

سيدي العزيز

Unknown page