توردت إديث عندما أدركت ما قالته؛ ثم قالت: «هل هناك أي مشكلة في معرفة عنوان العمل الخاص بالسيد ونتوورث؟» «أوه، لا على الإطلاق ... لا على الإطلاق. أنا فقط أتساءل كيف تأتى لك معرفة عنوانه، في حين أنني لا أعرفه.» «حسنا، لا يهم كيف عرفته. أنا مسرورة أنك ستنضم إليه، وأنا متأكدة أنك ستنجح. هل ستراهما غدا؟» «أعتقد ذلك. سأزور ونتوورث وأتحدث إليه عن الأمر. بالطبع، قد لا يكون بإمكاننا الوصول إلى اتفاق مناسب. وإن حدث ذلك، فإن هذا في واقع الأمر لا يهم كثيرا. أما إن استطعت الوصول معهما إلى اتفاق مرض، فسأساعدهما في تأسيس شركتهما.»
عندما ذهبت إديث إلى غرفتها، كتبت رسالة. وكانت الرسالة موجهة لجورج ونتوورث في حي السيتي، ولكن فوق هذا العنوان كتبت اسم جون كينيون. وقالت فيها:
عزيزي السيد كينيون
كنت متأكدة أثناء حديثك معي أن ابن عمي ليس ملوما كثيرا في مسألة نسيانه حديثه معك كما كنت تظن. لقد تحدثنا الليلة عن المنجم، وعندما يزورك غدا، كما ينوي أن يفعل، أريدك أن تعرف أنني لم أقل شيئا على الإطلاق له عما ذكرته لي. لقد ذكر الموضوع أولا. وأريدك أن تعرف هذا لأنك قد تشعر بالإحراج عندما تقابله عندما تظن أنني قد أرسلته إليك. ليس الأمر هكذا إطلاقا. إنه سيأتي إليك بمحض إرادته، وأنا متأكدة أنك ستجد مساعدته في تأسيس الشركة قيمة جدا. وأنا مسرورة لفكرة أنكما ستصبحان شريكين.
مع خالص تحياتي
إديث لونجوورث
أعطت الرسالة لخادمها كي يرسلها، وقابل لونجوورث الشاب الخادم في البهو والرسالة في يده. وقد كان لديه شك على نحو ما، بعد الحوار السابق، بشأن الشخص المرسلة إليه الرسالة. «إلى أين أنت ذاهب بهذا؟» «إلى صندوق البريد، يا سيدي.» «إنني خارج؛ ولأوفر عليك العناء، سآخذه معي.»
بعد أن تجاوز المنعطف، نظر إلى العنوان الموجود على الظرف؛ ثم أخذ يطلق اللعنات في نفسه لبعض الوقت. ولو كان شخصية شريرة في مسرحية، لفتح الرسالة؛ لكنه لم يفعل. لقد أسقطها فقط في أول صندوق بريد عمومي صادفه، وقد وصلت الرسالة في النهاية إلى جون كينيون.
الفصل العشرون
على الرغم من أن جيني بروستر وصلت لندن وهي غاضبة من العالم بوجه عام، ومن العديد من سكانه بوجه خاص، فسرعان ما بدأت تستمتع بالمباهج الموجودة في تلك المدينة العظيمة. لقد كانت المدينة عتيقة للغاية؛ لذا كانت جديدة عليها، وقد زارت كنيسة وستمنستر وغيرها من المعالم القديمة على نحو متتابع. وقد أعجبها رخص أجرة العربات التي تجرها الخيول، وقضت معظم وقتها في التنقل في أنحاء المدينة باستخدام تلك العربات. ولقد أقامت في أحد الفنادق الكبرى، وطلبت العديد من الفساتين الجديدة من أحد الأماكن في شارع ريجنت. ولقد اشترت معظم الصحف، الصباحية والمسائية منها، وقالت إنها لم تستطع إيجاد مقال ممتع في أي منها. ورأت، من وجهة نظرها، أنها كانت غبية وتنقصها الجرأة، وقررت أن تنقد محرر إحدى الصحف اليومية الكبيرة عندما يكون لديها وقت، وتجري معه حوارا، وتعرف كيف سمح له ضميره بنشر صحيفة غبية بشدة كصحيفته كل يوم.
Unknown page