قال ونتوورث: «بالتأكيد.» وراح يكتب على قطعة ورق الأسئلة: «أولا: ما الكمية التي تستخدمها من هذه المادة في أعمالك كل عام؟ ثانيا: ما المقابل الذي تدفعه لكل طن منها؟ ثالثا: هلا تعطيني، إن كان هذا ممكنا، تقديرا للكمية المستخدمة منها في إنجلترا؟»
قال: «لقد انتهيت، إن أعطيته قطعة الورق هذه، وأريته عينة المادة، فسوف أكون ممتنا لك بشدة.»
قال ميلفيل: «بالمناسبة، هل هذا المنجم يعمل؟» «نعم، إنه كذلك.» «هل هناك شخص آخر غيرك مهتم بشأنه في هذا البلد؟»
قال ونتوورث، ببعض التردد: «نعم، جون كينيون، خبير التعدين، مهتم به والسيد لونجوورث؛ السيد لونجوورث الشاب الذي من حي السيتي.» «هل تجمعه صلة قرابة بجون لونجوورث؟» «إنه ابن أخيه.» «آه، حسنا، إن أي شيء يهتم به لونجوورث يكون إلى حد كبير مشروعا ناجحا.» «أنا ربما أكون قد بالغت كثيرا بقولي إنه مهتم بالمنجم، لكنه بدا أثناء عودته من أمريكا أن لديه الرغبة في الانضمام إلينا. إن شريكي، جون كينيون، الذي ذكرته لك لتوي، معه الآن، على ما أعتقد.» «رائع للغاية. سأعرض تلك العينة على السيد براند كما أردت، وسأجعلك تعلم غدا ماذا قال.»
وهنا، غادر ونتوورث، ولدى خروجه عبر القاعة الرئيسية، قابل مدير الإنتاج، على الرغم من أنه لم يكن يعرفه في ذلك الوقت. لقد كان رجلا تبدو على وجهه أمارات البراعة الشديدة، وكان يمشي بخطى سريعة تبين أنه كان يعتقد أن الوقت من ذهب.
قال عندما دخل: «حسنا، ميلفيل، لقد تأخرت قليلا اليوم، أليس كذلك؟» «لقد تأخرت قليلا عن موعدك المعتاد، ولكن ليس كثيرا.»
قال المدير: «بالمناسبة ...» ثم وقعت عينه على العينة الموجودة على المكتب أمام ميلفيل. وصاح قائلا: «ما هذا؟ من أين جئت بها؟» «لقد تركها لي هنا منذ لحظات رجل كريم أردته أن ينتظرك حتى تأتي، لكن بدا أنه كان في عجلة من أمره. إنه سيأتي إلى هنا ثانية غدا.» «ما اسمه؟» «ونتوورث. وها هي بطاقته.» «آه، من شركة لمراجعي الحسابات، أليس كذلك؟ كيف أمكنه الحصول على هذه القطعة؟» «لقد أراد الحصول على بعض المعلومات عنها، وأخبرته بأنني سأريك إياها. وها هي الرسالة التي تركها لك.»
أدار المدير الكريستالة مرة بعد أخرى في يده، وارتدى نظارته، وفحص الكريستالة بعناية، ثم التقط قطعة الورق وقرأ ما كتبه ونتوورث. «هل قال من أين حصل عليها؟» «نعم؛ إنه يقول إن هناك منجما منها في أمريكا.» «في أمريكا، ها؟ هل قال كم يوجد من هذه المادة؟» «لا؛ لم يخبرني بذلك. لكن المنجم قيد التشغيل.» «هذا غريب جدا! أنا لم أسمع به قط.»
قال ميلفيل: «لقد فهمت منه أنه يرغب في بيع المنجم هنا. إنه لم يقل الكثير، لكنه أخبرني أن شريكه - لقد نسيت اسمه - كان يتحدث في الوقت الحالي مع لونجوورث الشاب بشأنه.» «لونجوورث ... من يكون؟» «إنه رجل مولع بالعمل في مجال المناجم أو غيرها من الاستثمارات؛ أقصد، عمه هو الذي يفعل هذا؛ إنه أيضا رجل عجوز بارع وداهية جدا. إنه دائما في الجانب الصحيح من السوق، بغض النظر عما تئول إليه الأمور.» «إذن، إنه شخص من المؤكد أنه سيعرف قيمة المنجم إن اشتراه، أليس كذلك؟» «أنا لا أعرف شخصا يعرف قيمة ما يمتلكه على نحو أفضل من لونجوورث.»
قال متأملا: «آه، يا للحسرة!» «لماذا؟ هل تلك مادة ذات قيمة؟» «ذات قيمة! محجر من تلك المادة سيكون أفضل بالنسبة إلينا من منجم ذهب!» «حسنا، بدا لي، أثناء الحديث مع السيد ونتوورث، أنه ليست لديه أي فكرة محددة عن فائدتها. وبدا لي أنه لا يعرف شيئا عنها، ولهذا جاء إلى هنا للحصول على معلومات عنها.»
Unknown page