38

Imraa Tadakhkhala

تدخل‎ امرأة

Genres

صاحت شاغلة الغرفة: «ادخل.»

دخلت الآنسة لونجوورث، ورفعت شاغلة الغرفة بصرها باتجاهها، بعبوس، مما كانت تكتب.

سألتها الزائرة بجدية: «هل لي أن أتحدث إليك لبضع لحظات؟»

الفصل العاشر

انزعجت الآنسة جيني بروستر بشدة من المقاطعة، ولم تبذل أي جهد لإخفاء مشاعرها. كانت تكتب مقالا بعنوان «كيف يقتل الناس الوقت على متن سفينة؟» ولم تكن ترغب في أن يزعجها أحد، كما أنها، كما كانت تقول كثيرا، لم تكن ترتاح للتعامل مع النساء، ولم تكن تحب بنات جنسها ولا هن يحببنها.

قالت إديث لونجوورث، بينما كانت تغلق الباب وراءها: «أود أن أتحدث إليك لبضع لحظات، إذا تكرمت.»

ردت: «بالتأكيد.» ثم أضافت: «هلا تتفضل بالجلوس؟»

ردت الأخرى، بينما كانت تجلس على الأريكة: «شكرا.» ثم أضافت: «أنا لا أعرف كيف أبدأ ما أريد قوله. ربما سيكون من الأفضل أن أبدأ بإخبارك بأنني أعرف سبب وجودك على متن هذه السفينة.» «نعم؛ وهل لي أن أسأل لماذا أنا على متن السفينة؟» «أنت هنا، كما أفهم، للحصول على معلومات معينة من السيد ونتوورث. ولقد حصلت عليها، ولقد جئت لأراك بهذا الشأن.» «فعلا! وهل أنت على علاقة وثيقة بالسيد ونتوورث بحيث يخبرك ...» «أنا بالكاد أعرف السيد ونتوورث.» «إذن، لماذا تأتين في مهمة من أجله؟» «أنا لست في مهمة من أجله. أنا لست في مهمة من أجل أي أحد. أنا كنت أتحدث مع السيد كينيون، أو بالأحرى، كان السيد كينيون يتحدث معي، عن موضوع كان يشغله على نحو كبير. إنه موضوع مهتم به أبي. إن أبي أحد ملاك شركة لندن سينديكيت، وهو بطبيعة الحال لن يرغب في أن ترسل برقيتك المنتظرة إلى نيويورك.» «حقا؛ وهل أنت متأكدة تماما أنك لا تتحدثين بالنيابة عن صديقك كينيون أكثر من أبيك؟»

احمر وجه الآنسة بروستر غضبا، وتطاير الشرر من عينيها بينما كانت تقول: «يجب ألا تتحدثي معي بهذه الطريقة.» «عفوا، سأتحدث إليك بالطريقة التي تعجبني. أنا لم أسع لهذا اللقاء؛ بل أنت التي فعلت ذلك، وحيث إنك سمحت لنفسك بالمجيء إلى هذه الغرفة دون أن تدعي، فعليك أن تتقبلي ما ستسمعين. إن الذين يتدخلون في شئون الآخرين، كقاعدة عامة، يواجهون أوقاتا صعبة.» «عندما أتيت إلى هنا، كنت أقدر تماما كل الانزعاج المحتمل الذي قد ينتج عن مجيئي.» «أنا سعيدة لقولك هذا؛ لأنك إذا سمعت مني أي شيء لا يعجبك، فلن تنزعجي وسيكون عليك فقط أن تلومي نفسك عليه.» «أود أن أتحدث إليك في هذا الأمر بروح ودية إن استطعت. أعتقد أننا لن نصل إلى أي شيء إذا تحدثنا بأي طريقة أخرى.» «رائع جدا، إذن. أي مبرر ستقدمينه لي لمجيئك إلى غرفتي لتتحدثي عن أمر لا يهمك؟» «آنسة بروستر، إنه «بالفعل» يهمني؛ إنه يهم أبي وهذا يهمني. أنا، إلى حد كبير، السكرتيرة الخاصة بأبي، وعلى علم كبير بكل الأعمال التي يديرها. هذا الأمر يهمه، ومن ثم يهمني. هذا هو السبب وراء وجودي هنا.» «هل أنت متأكدة؟» «هل أنا متأكدة من ماذا؟» «هل أنت متأكدة من أن ما تقولينه صحيح؟» «أنا ليس من عادتي أن أقول غير الحقيقة.» «ربما تثنين على نفسك وترين أن هذا هو الحال، لكن هذا لن يخدعني. لقد جئت إلى هنا فقط لأن السيد كينيون متحير بشدة بشأن ما سأفعل. أليس هذا هو السبب؟»

رأت الآنسة لونجوورث أن مهمتها ستكون حتى أكثر صعوبة مما كانت تتوقع. «ما رأيك إن توقفنا عن الحديث عن مسألة الدافع؟ لقد جئت إلى هنا ... لقد طلبت منك الإذن بالحديث عن هذا الموضوع، وقد أعطيتني الإذن. ومن ثم ، يبدو لي أنك يجب أن تستمعي لما أود قوله. لقد قلت إنني يجب ألا أنزعج ...» «أنا لم أقل هذا. لا أهتم على الإطلاق إن كنت ستشعرين بالانزعاج أم لا.» «لقد قلت على الأقل إنني قد أسمع شيئا سيكون غير مريح. ما أريد قوله هو الآتي: لقد أخذت على عاتقي القيام بهذا، وكما أشرت، ما إذا كنت سأشعر بالانزعاج أو لا أمر لا يهم. والآن، نأتي للنقطة الأساسية ...» «قبل أن نأتي للنقطة الأساسية، دعيني أعرف ما إذا كان السيد كينيون قد أخبرك أنه قد تحدث معي بالفعل في هذا الموضوع.» «نعم، لقد أخبرني بهذا.» «وهل أخبرك أن صديقه ونتوورث أجرى معي حوارا بنفس الشأن؟» «نعم، لقد أخبرني بذلك أيضا.» «رائع جدا، إذن، إذا كان هذان الرجلان لم يستطيعا فعل شيء يجعلني أتراجع عما أريد فعله، فكيف تتوقعين أن تفعلي أنت ذلك؟» «هذا ما أنا على وشك أن أقوله لك. هذا عالم مادي، وأنا ابنة رجل أعمال. أنا أدرك حقيقة أنك سترسلين هذه المعلومات من أجل المال الذي سيجلبه ذلك لك. أليس هذا هو الحال؟» «إنه كذلك جزئيا.» «لأي اعتبار آخر تعملين، إذن؟» «من أجل أن أصبح معروفة باعتباري أفضل صحفية في مدينة نيويورك. هذا هو الاعتبار الآخر.» «فهمت أنك معروفة بالفعل باعتبارك أبرز صحفية في نيويورك.»

Unknown page