صاح ونتوورث: «بحق السماء، لا تشركيني في هذا الأمر!» «حسنا، لن أفعل ، إذا لم تكن تريد مني أن أفعل.»
ساد الصمت لبضع لحظات، بدا خلالها أن السيدة الشابة تضيف فاصلات ونقاطا ختامية للمسودة الموجودة على ركبتها. تنحنح ونتوورث مرتين أو ثلاث مرات، لكن شفتيه كانتا جافتين للغاية لدرجة أنه ما كان يستطيع الكلام. وفي النهاية قال: «آنسة بروستر، كيف يمكنني حثك على عدم إرسال هذا من كوينزتاون إلى صحيفتك؟»
نظرت إليه السيدة الشابة بابتسامة مشرقة وبهيجة. «تحثني؟ لا يمكنك فعل هذا؛ ولا يمكن أن يحدث هذا. ستكون هذه إحدى كبرى النجاحات التي حققتها في حياتي. فكر كيف أن ريفرز قد فشل في إنجازها، وأنجزتها أنا!»
رد الرجل الشاب بيأس: «نعم، فكرت في هذا.» ثم أضاف: «قد لا تعرفين أن التقرير الكامل أرسل بالبريد من أوتاوا لشركتنا في لندن، وأنني، عندما نصل إلى كوينزتاو، سأرسل برقية لشركائي لتسليم التقرير لمديري الشركة، هل تعلمين ذلك؟»
ردت الآنسة بروستر: «أوه، أعرف كل هذا. أخبرني ريفرز به. لقد قرأ الرسالة المتضمنة في المستندات التي أخذها من صديقك. والآن، هل قمت بأي حسابات بشأن رحلتك؟» «حسابات؟ أنا لا أفهم ما تقصدين.» «حسنا، أنا أقصد ما يلي: إننا ربما سنصل كوينزتاون مساء السبت. وهذا الخبر، مراعاة لفروق التوقيت، سيظهر في صحيفة «آرجوس» صباح الأحد. ستصل برقيتك إلى شركتك مساء السبت، حين لا يمكن فعل شيء بشأنه. وفي يوم الأحد أيضا لا يمكن فعل شيء بشأنه. في صباح الإثنين، قبل أن يصل تقريرك إلى المديرين، سيكون صلب ما ظهر في صحيفتنا قد ظهر في الصحف المالية، التي سترسل إلى لندن مساء الأحد. وأول شيء سيعرفه مديروك عن الأمر سيكون من خلال صحف لندن المالية في صباح الإثنين. هذا ما أقصده، يا سيد ونتوورث، بعمل حسابات الرحلة.»
لم يقل ونتوورث أي شيء آخر. وقام على قدميه وذهب بأفضل ما يمكنه إلى غرفته، وهو يتلمس طريقه كالأعمى. وهناك، جلس واضعا رأسه بين يديه، وهناك وجده صديقه كينيون.
الفصل التاسع
قال جون كينيون بإلحاح: «أخبرني ماذا حدث.»
رفع ونتوورث بصره إليه .
ورد : «لقد حدث كل شيء.» «ماذا تقصد، يا جورج؟ هل أنت مريض؟ ما بك؟» «أنا في حال أسوأ من المرض؛ أسوأ كثيرا من المرض. يا ليتني كنت مريضا فقط.» «هذا لن يجدي، أيا كانت المشكلة التي تعاني منها. هيا، انهض. وأخبرني بما حدث.» «جون، أنا غبي ... أحمق ... أبله ثرثار.» «إذا سلمنا بهذا، فماذا إذن؟» «لقد وثقت بامرأة ... أنا أحمق؛ والآن ... والآن ... أنا على الحال الذي تراه.»
Unknown page