رد كينيون: «طويل؟ لقد ظللت على سطح السفينة لمدة ساعة ونصف الساعة.» «إذن، لا بد أن الآنسة التي لا أعرف اسمها كانت هناك أيضا.»
رد كينيون، دون أن ينظر إلى رفيقه: «اسمها الآنسة لونجوورث.» «هذا اسمها، أليس كذلك؟ وهل كانت على سطح السفينة؟» «نعم.»
قال ونتوورث: «كان ظني في محله؛ ألاحظت التأثير المدهش للمرأة؟ تستيقظ الآنسة لونجوورث مبكرا، فيستيقظ جون كينيون مبكرا هو الآخر. وتستيقظ الآنسة بروستر متأخرا، فلا يرى جورج ونتوورث حتى مجيء وقت الإفطار. إذا انعكس الأمر، فأعتقد أن وقت استيقاظ الرجلين كان سيتغير تبعا لذلك.» «ليس هذا صحيحا على الإطلاق، يا جورج، هذا ليس صحيحا. كنت سأستيقظ مبكرا سواء أكان هناك أحد على السطح أم لا. في الحقيقة، عندما صعدت على السطح هذا الصباح، توقعت أن أكون هناك بمفردي.» «أعتقد، رغم ذلك، أنك لم تشعر بخيبة أمل كبيرة عندما وجدت أنك لم تكن وحدك على السطح؟» «في الواقع، وإحقاقا للحق، هذا صحيح؛ فالآنسة لونجوورث فتاة شديدة التعقل.»
قال ونتوورث بنبرة مرحة: «أوه، إنهن جميعا هكذا.» ثم أضاف: «أنت لم تبد أي تعاطف معي بشأن فتاتي في ذلك اليوم. والآن عرفت بنفسك ماهية الأمر.» «أنا لم أعرف ماهية الأمر. الحقيقة أننا نتكلم في شئون العمل.» «حقا؟ هل ذهبتما بعيدا إلى هذا الحد؟» «نعم، ذهبنا بعيدا إلى ذلك الحد؛ هذا إذا كان ذلك يمثل أي تقدم. لقد أخبرتها بشأن منجم الميكا.» «أوه، لقد فعلت! ماذا قالت؟ هل ستستثمر فيه؟» «في واقع الأمر، عندما قلت لها إننا نريد أن نؤسس شركة برأس مال خمسين ألف جنيه، قالت إنه مبلغ صغير للغاية، وشككت في قدرتنا على إيجاد شخص يهتم بالاستثمار فيها في لندن.»
أطلق ونتوورث، الذي قد وصل الآن إلى مرحلة متقدمة في ارتداء ملابسه، صافرة طويلة. «خمسون ألف جنيه مبلغ صغير؟ لا بد أنها يا جون ثرية للغاية! ربما أكثر من المليونيرة الأمريكية.» «حسنا، كما ترى يا جورج، الاختلاف بين الفتاتين هو الآتي: بينما تفخر الوريثات الأمريكيات بثرواتهن الهائلة، لا تقول الفتيات الإنجليزيات شيئا عنها.» «إذا كنت تقصد الآنسة بروستر بحديثك هذا، فأنت مخطئ تماما. إنها لم تلمح على الإطلاق إلى ثروتها، باستثناء قولها إن أباها مليونير. لذا، لو كانت الفتاة التي تتكلم عنها قد تحدثت بأي نحو عن ثروتها، فقد فعلت أكثر مما فعلته الفتاة الأمريكية.» «إنها لم تقل شيئا للإشارة إلى أنها ثرية. أنا فقط استنتجت الأمر عندما وجدت أنها تنظر إلى مبلغ الخمسين ألف جنيه على أنه مبلغ تافه.» «حسنا، الخطأ يمكن تصحيحه بسهولة. يمكننا رفع سعر المنجم إلى مائة ألف جنيه إن كان بإمكاننا إيجاد أشخاص يمكنهم الاستثمار فيه. ربما قد يهتم والد الفتاة بالاستثمار فيه إذا كان هذا سعره.»
قال كينيون : «أوه ، بالمناسبة، يا ونتوورث، نسيت أن أخبرك بأن والد الآنسة لونجوورث أحد ملاك شركة لندن سينديكيت.» «يا إلهي! هل أنت متأكد من هذا؟ كيف عرفت؟ أنتما لم تتحدثا عن مهمتنا هناك، أليس كذلك؟»
رد كينيون متوردا: «بالطبع لا.» ثم أضاف: «أنت بالطبع لا تعتقد أنني سأتحدث عن هذا مع شخص غريب، أليس كذلك؟ أو عن أي شيء متعلق بالتقريرين الخاصين بنا؟»
استمر ونتوورث في ارتداء ملابسه، وقد نما في داخله إحساس بالذنب. «أريد أن أسألك سؤالا في هذا الشأن.»
قال ونتوورث باقتضاب: «عن أي شأن تتحدث؟» «عن هذه المناجم. افترض أن والد الآنسة لونجوورث بصفته أحد ملاك شركة لندن سينديكيت سألني عن رأيي أنا وأنت في الأمر، هل يحق لنا أن نخبره بأي شيء حياله؟» «إنه لن يسألني لأنني لا أعرفه؛ إنه قد يسألك، وإن فعل، فسيكون عليك تحديد الإجابة عن هذا السؤال بنفسك.» «هل كنت ستقول أي شيء عن الأمر إن كنت مكاني؟» «أوه، لا أعرف. إذا كنا متأكدين أن كل شيء على ما يرام ... إذا كنت متأكدا بأنه أحد ملاك الشركة، وصادف أنه سألك عن الأمر، فأنا أرى أنه من الصعب أن تتجنب إخباره.» «سيكون الأمر محرجا؛ لذا أتمنى ألا يسألني. يجب ألا نتحدث عن الأمر حتى نسلم تقريرينا. لكنه يعرف أنك مراجع الحسابات المسئول عن الجانب المالي من المهمة.» «أوه، إذن، أنت تحدثت معه؟» «فقط لدقيقة أو اثنتين، بعد أن قدمتني ابنته له.» «ما اسمه؟» «جون لونجوورث، حسبما أعتقد. أنا متأكد من اسم لونجوورث، ولكني لست متأكدا من اسم جون.» «أوه، جون لونجوورث العجوز من حي السيتي اللندني! أنا أعرفه جيدا. صحيح أنني لم أره من قبل، لكنني أعتقد أنه لا ضرر على الإطلاق من إخباره بأي شيء يريد معرفته، إن طلب هو ذلك.»
قال الخادم، مقحما رأسه في باب الغرفة: «الإفطار، أيها السيدان.»
Unknown page