246

Iman

الإيمان: رواية تاريخية مصرية

Genres

وحدي في المعبد، وعن قريب تظهر المعبودة، أنا عارف أنها تمثال أصم، ولكن ما هذا الخوف الذي دب في جسمي حتى بلغ عظامي؟ (يصرخ)

آه، لقد ظننت في الظلام شيئا، لكني أعلم أن لا شيء هنا، ما أجبن الإنسان! ألأنهم ملئوا مخيلتي في الصغر بأقاصيص دينية، وأفعموا قلبي رعبا من الآلهة، وأورثني أبي وجدي وآباؤهما من قبل ذلك الخوف، أرتعد فرقا أنا وتظلم علي بصيرتي؟ أنا واثق بأن إلههم كاذب وأنه طوع يد كاهنهم، ولكن ما بال هذه العمد الصامتة رهيبة، كأنها محاطة بالأسرار، وينبعث منها إلى قلبي ذلك الرعب الشديد؟ (ينزاح الحجر ببطء عن قدس الأقداس فيجهد ساتني نظره ليراه)

أرى الحجر ينزاح عن قدس الأقداس، ويلاه! ما أشد اضطرابي وأعظم خوفي! (يتمتم كلمات متقطعة، ويمسح جبينه بظهر يده، ويرتعد ويسقط على الأرض ويبكي، ويبقى كذلك حينا ثم يقول)

ويلي ما أشد جبني! (يعض يديه)

خسئت أيها الجسم الضعيف لأقهرنك، إني خجل من نفسي، خجل من نفسي! أريد أن أتقدم لأرى، أريد، ولكن في قدمي قيودا مما ألقوه في روعي صغيرا وما ورثته عن آبائي، إنما أحارب نفسا أشرباها الخوف صغيرة، وأجيالا عتيدة طوتها الأيام، والآن تبعثها نفسي من مراقدها، فلأتشجع، ولأجاهد، ولأنتصر على الموتى، لي حياة ولي إرادة، فأنا أنا، فلأتشجع. (يجاهد نفسه حتى يملكها ويستقيم على قدميه بعد تردد ومجهود، ثم يتقدم بجأش رابط وقدم ثابتة نحو المعبودة شامخا برأسه، وضاما ذراعيه إلى صدره، فيظهر له رئيس الكهنة ويضع يده على كتفه.)

رئيس الكهنة :

رأيت الخوف لم ينل منك، فلننظر هل للرحمة سبيل إلى قلبك ، تعال (يسحب ستارا يخفي السرداب الذي على اليسار)

انظر، هذه هي الرافعة التي يوكل أحد رجالنا بتحريكها فتتم المعجزة، أي إن المعبودة تحني هامتها فتطمئن القلوب، وها أنا مقيمك مقامه وسآذن فتفتح الأبواب، ويدخل الناس إلى الهيكل فاستمع لهم، فإذا أثر في نفسك نداؤهم فحرك هذه الرافعة واحن لهم هامة المعبودة، واكذب عليهم ذلك الكذب الذي يرجونه ليبعث في نفوسهم نور الأمل.

ساتني :

لن تحدث تلك المعجزة.

Unknown page