وروي عن "القاسم قال: حدثنا الحسين، حدثنا حجاج(¬1)، حدثنا ابن جريح(¬2)، عن عكرمة(¬3) قال: نزلت في صهيب وأبي ذر جندب(¬4)، أخذ أهل أبي ذر أبا ذر فانفلت منهم، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رجع مهاجرا عرضوا له، وكانوا بمر الظهران فانفلت أيضا حتى قدم عليه(¬5)، وأما صهيب فأخذه أهله، فافتدى منهم بماله، ثم خرج مهاجرا فأدركه قنفذ بن عمير بن جدعان(¬6)، فخرج له مما بقي من ماله فخلى(¬7) سبيله"(¬8).
"وقال آخرون: عنى(¬9) بذلك كل شار نفسه في طاعة الله وجهاد في سبيل الله، وأمر(¬10) بمعروف".
ونسب هذا القول إلى عمر بل وابن عباس، وأن صهيبا كان سبب النزول(¬11).
الثامن: أن لفظ الآية مطلق، ليس فيه تخصيص. فكل من باع نفسه ابتغاء مرضات الله فقد دخل فيها. وأحق من دخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصديقه، فإنهما شربا نفسهما ابتغاء مرضات الله، وهاجرا في سبيل الله، والعدو يطلبهما من كل وجه.
التاسع: أن قوله: "هذه فضيلة لم تحصل لغيره فدل على أفضليته فيكون هو الإمام".
Page 108