وارث علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجده أمير المؤمنين عليه السلام وعنده من الأسماء وسائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار ، ولو قرأها على النهار لأظلم ، ولو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت (1).
قال محمد : فقلت له بعد أيام : أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق؟ فأجاب ولم يأب ، فدخلت عليه وسلمت وقلت له : أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول رب العزة صلى الله عليه وآله وسلم أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرأه عند دخولك على أبي جعفر المنصور ، قال : لك ذلك ، ثم أخذ الصادق يصف لمحمد شأن الدعاء قبل أن يورده له ، ثم ذكر الدعاء وهو طويل (2).
هذه بعض المحن التي شاهدها الصادق عليه السلام من المنصور وتخلص فيها مما أراده فيه بدعائه ، وقد ذكر ابن طاوس طاب ثراه دفعتين اخريين يهم بهما المنصور في قتل الصادق فيدفع الله عنه فيهما سوءه.
وذكر بعض هذه المحن وسلامة الصادق من القتل فيها بدعائه جملة من أرباب التأليف عند استطرادهم لأحوال الصادق عليه السلام ، أمثال الشبلنجي في نور الأبصار ، والسبط في التذكرة ، وابن طلحة في مطالب السؤل ، وابن الصباغ في الفصول المهمة ، وابن حجر في الصواعق ، والشيخ سليمان في الينابيع ، والكليني في الكافي في كتاب الدعاء ، والمجلسي في البحار ج 11 ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والشيخ المفيد في الإرشاد ، وغيرهم.
Page 113